وفاة الكابتن محمود الجوهرى عن عمر 74 عاما
توفي صباح اليوم، الاثنين، الكابتن محمود الجوهري، المدير الفني الأسبق للمنتخب المصري مستشار رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، عن عمر يناهز الرابعة والسبعين، على إثر نزيف حاد بالمخ، كان قد تعرض له يوم الجمعة الماضي، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
وكان المدرب المصري محمود الجوهري قد نقل إلى أحد مستشفيات العاصمة الأردنية عمّان، حيث خضع لفحوص طبية دقيقة بعد تعرضه لجلطة دماغية حادة الجمعة الماضية.
وكان الجوهري تابع صباح الجمعة الماضي افتتاح الفصل الثاني من مراكز الأمير علي للواعدين، وكذلك مراكز الأمير علي للموهوبين والتي أقيمت على ملاعب البولو بمدينة الحسين للشباب في عمان، وكان على رأس عمله في مكتبه باتحاد الكرة الأردني يوم الخميس الماضي.
وكان الجوهري ضابطاً في الجيش المصري وأحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973، حيث كان ضابطاً برتبة مقدم وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة.
علي بن الحسين يعرب عن حزنه لرحيل واحد من رموز كرة القدم
ومن جهته عبّر الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن بالغ حزنه وتأثره لوفاة المدرب المصري الشهير محمود الجوهري.
وكان الجوهري يعمل مستشاراً للأمير علي، ويشرف على وضع الخطط والبرامج الهادفة لدفع عجلة الكرة الأردنية.
وقال علي بن الحسين لـ"فرانس برس": "إن الأسرة الأردنية الكبيرة تشارك الشعب المصري وعموم محبي الجوهري في كل مكان وأسرة كرة القدم العالمية أحزانها برحيل واحد من رموز كرة القدم، أبى إلا أن يرحل واقفاً بعدما بقي على رأس عمله حتى قبل ساعات قليلة فقط من سقوطه ونقله إلى المركز العربي الطبي في عمّان بسبب نزيف حاد في الدماغ لم يمهله طويلاً، رغم كل محاولات الاطباء التي بذلت منذ عصر يوم الجمعة الماضي".
واستذكر الأمير علي "ما قدمه الجوهري من إنجازات كبيرة لكرة القدم الأردنية على امتداد 10 أعوام، ومنذ تولى مهمة المدير الفني لمنتخب الأردن وقاده لعديد من الإنجازات والانتصارات والألقاب قبل أن يتحول إلى موقعه الاستشاري الذي أعطى من خلاله الكثير لواقع ومستقبل كرة القدم الأردنية".
ويبحث الأمير علي مع عائلة الجوهري في عمّان والمؤلفة من زوجته سامية وابنه أحمد وابنتيه وبحضور أركان السفارة المصرية في عمّان ترتيبات نقل الجثمان إلى القاهرة، حيث علمت "فرانس برس" بحسب رئيس نادي أبناء الجالية المصرية في عمان ثروت دويدار "أن الجثمان سينقل اليوم إلى القاهرة تمهيداً لتشييعه في جنازة حاشدة يجري التحضير لها على أرفع المستويات".
وقد قدمت مجموعة من رموز المنتخبات المصرية لكرة القدم، من ضمنهم التوأم الشهير حسام وإبراهيم حسن وقائد المنتخب المصري أحمد حسن من القاهرة، حيث بقوا إلى جوار أسرة الجوهري حتى إعلان وفاته صباح اليوم بعدما أعلن الأطباء عدم قدرتهم على فعل المزيد ووقف النزيف الحاد.
وعلمت "فرانس برس" أن اتحاد الكرة الأردني "يجري الآن التحضيرات المناسبة لتنظيم وداع لائق لجثمان الجوهري قبل نقله من عمان إلى القاهرة".
حقائق
وفيما يلي حقائق عن المدرب المصري الأسطورة محمود الجوهري:
* ولد في 20 فبراير/شباط عام 1938 في القاهرة.
* أمضى مسيرة قصيرة كلاعب مع الأهلي بين 1955 و1964 انتهت بعد سلسلة من الإصابات في الركبة. وكان الجوهري هدافاً للنسخة الأولى لكأس الأمم إلافريقية في 1959 برصيد ثلاثة أهداف عندما أحرزت مصر اللقب، كما شارك في ألعاب روما الاولمبية 1960، بحسب ما ذكرت "رويترز".
مشواره كمدرب
* بدأ الجوهري مع فرق الناشئين في الأهلي ثم عمل كمدرب مساعد في النادي الذي نشأ بين صفوفه في سبعينات القرن الماضي مع معلمه عبده صالح الوحش قبل ان يعود لقيادة فريق تحت 21 عاماً الذي كان يضم نواة التشكيلة التي هيمنت على الألقاب المحلية في وقت لاحق.
وسافر الجوهري الى جدة في 1977 ليعمل كمدرب مساعد في الاتحاد قبل ان يعود للقاهرة لقيادة نادي طفولته الأهلي في منتصف عام 1982.
* قاد الأهلي لإنجاز لا ينسى في أول عام له مع الفريق عندما ساعده على إحراز لقب كأس إفريقيا في 1982. وفاز الأهلي تحت قيادة الجوهري بكأس مصر في 1983 و1984 لكن الفريق خسر لقب الدوري الممتاز في هذين العامين لصالح المقاولون العرب والزمالك على الترتيب.
* عاد الجوهري لتدريب الأهلي لفترة ثانية في يونيو/حزيران 1985 عقب مسيرة قصيرة مع الشارقة الإماراتي وقاده للفوز بكأس إفريقيا للأندية أبطال الكأس في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن أزمة شهيرة مع إدارة النادي قبل انطلاق موسم 1985-1986 ألقت بظلال على علاقته بالنادي ليرحل لتدريب الأهلي السعودي في يوليو/تموز 1986.
• عيّن في سبتمبر/أيلول 1988 مدرباً لمنتخب مصر وساعده على التأهل لنهائيات كأس العالم 1990 للمرة الأولى في 56 عاماً. ورغم عروض قوية في النهائيات التي أقيمت في ايطاليا من بينها التعادل 1-1 مع هولندا بطلة أوروبا آنذاك إلا ان هزيمة ثقيلة في مباراة ودية ضد اليونان في أكتوبر/تشرين الأول أدت الى اقالته.
* عاد بعد أقل من عام في سبتمبر 1991 لتدريب منتخب مصر مجدداً عقب ضغوط إعلامية وجماهيرية وقاد "الفراعنة" لإحراز كأس العرب في 1992 وهو ما عوّض الخروج المخيّب للفريق من الدور الأول في كأس الأمم الافريقية في بداية العام. لكنه استقال في يوليو/تموز 1993 بعد الفشل في التأهل لكأس العالم 1994 بالإضافة لنتائج مخيبة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الافريقية 1994.
* قبل الجوهري على نحو مفاجئ في أكتوبر/تشرين الأول 1993 عرضاً لتدريب الزمالك المنافس التقليدي لنادي طفولته الأهلي في وقت كان انتقال اللاعبين أو المدربين بين الغريمين الكبيرين أمراً غير مألوف.
* وترك الجوهري بصمة فورية وقاد الزمالك لإحراز لقب كأس افريقيا في ديسمبر/كانون الأول وفي الشهر التالي فاز الزمالك على الأهلي ليحرز كأس السوبر الافريقية.
* وبعد ترك الزمالك عقب خسارة لقب الدوري الممتاز لصالح الأهلي عمل الجوهري مدرباً للوحدة الإماراتي ثم منتخب عمان قبل عودته الى مصر ليقود "الفراعنة" للمرة الثالثة.
* عين الجوهري مدرباً لمصر في مارس/اذار 1997 عقب بداية متعثرة لتصفيات كأس العالم 1998 لكنه لم ينجح في إعادة الفراعنة لطريق المنافسة وأنهت هزيمة شهيرة أمام ليبيريا في ابريل/نيسان آمال مصر عملياً في التأهل.
* إلا ان التعويض جاء سريعاً وقاد الجوهري مصر لإحراز لقب كأس الأمم الافريقية 1998 لأول مرة في 12 عاماً ليصبح أول من يفوز باللقب القاري كلاعب ومدرب.
* استقال الجوهري من تدريب مصر عقب خسارة مذلة 5-1 أمام السعودية في كأس القارات في يوليو 1999 لكنه عاد لفترة رابعة في مارس 2000 بعد الخروج من الدور الأول في كأس الأمم الافريقية تحت قيادة المدرب الفرنسي جيرار جيلي.
* فشل الجوهري في قيادة مصر مرة أخرى لكأس العالم 2002 وكتب الخروج من دور الثمانية في كأس الأمم الإفريقية في ذلك العام فصل النهاية في مشواره الطويل مع المنتخب المصري.
• انتقل الجوهري بعد ذلك الى الأردن ليقوده لدور الثمانية في كأس آسيا 2004 في ظهوره الأول على الإطلاق بالبطولة القارية. واستمر الجوهري مع الأردن حتى 2007 وعاد الى مصر ليعمل لفترة قصيرة مستشاراً للاتحاد المصري لكرة القدم لكنه ترك منصبه سريعاً عقب خلافات مع أعضاء مجلس الادارة.
* عمل منذ 2009 الى وفاته مستشاراً للاتحاد الأردني لكرة القدم.
ألقاب
* أطلقت عليه وسائل إعلام ومشجعين لقب "التتش الصغير" في اشارة الى مختار التتش الأب الروحي لنادي طفولته الأهلي والذي كان لاعباً بارزاً في النصف الأول من القرن الماضي ويحمل استاد النادي في وسط القاهرة اسمه.
* حصل بعد تحوله للتدريب على لقب "الجنرال" بعد أن درس العلوم العسكرية وعمل في القوات المسلحة حتى ترك الخدمة في 1976 وهو يحمل رتبة عميد.