مستشار شيخ الأزهر ينفي استقالة الطيب من منصبه
نفى الشيخ محمود عزب مستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأنباء التى ترددت عن استقالة فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من منصبه.
وقال عزب فى تصريحات للقناة الأولى للتليفزيون المصرى الاثنين إن حقيقة ما قاله شيخ الأزهر اليوم هو أنه "لو أعلم أن استقالتى لن تجعل الأزهر فى مهب الريح ويتخطفه من ليس من أهله لتركت موقعى اليوم قبل الغد".
وأضاف أن فضيلة الإمام الأكبر لا يغره منصبا ولكنه فى موقع يتمنى فيه أن يخدم الأزهر الذى أصابه ما أصاب الكثير فى مصر, موضحا أن بقاءه على رأس هذه المؤسسة هو بهدف إعلاء شأن الأزهر واستعادة مكانته اللائقة على مستوى العالم والإنسانية كلها.
وكان الآلاف قد تظاهروا فى محافظتى الأقصر وقنا للمطالبة ببقاء شيخ الأزهر فى منصبه ورفضهم لما تردد عن تقديمه استقالته من منصبه.
كان فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قد اعترف بغياب منهج الأزهر الوسطى المعتدل وقدرته على مواجهة الظروف التى عاشتها مصر مؤخرا مما أعطى الفرصة للاخرين , مرجعا ذلك التراجع لضعف مستوى الائمة والدعاة وخريجى الأزهر وعدم تحملهم مسئولية الدعوة والإنجرار وراء مطالبهم الحياتية والمصالح الضيفة مما جعل صوت الأزهر غير مسموع أو مؤثر .
وطالب الإمام الأكبر فى لقاء مع الائمة والدعاة من مختلف محافظات مصر بحضور وزير الأوقاف الدكتور عبدالله الحسينى هؤلاء الائمة بالجلوس فى منازلهم وتحمل الوزارة
لرواتبهم إن يقوموا بدورهم الحقيقى لحمل المنهج الأزهرى والإرتقاء بمستواهم العلمى والإلتزم بمهام منصبهم , مبيينا أن إبتعادهم عن الدعوة سيمنح الفرصة لإختيار غيرهم قادرين على تحمل مسئوليات الدعوة بحق .
وأكد الدكتور الطيب أنه رغم الدور المفروض للازهر كمنارة للعلم وقادر على إعادة نهضة الأمة ورغم أنه فوق الحكومات والأنظمة ولايتلقى أوامره من أحد , إلا أن دوره الفعلى المؤثر بالمجتمع قد تأكل وكذلك المؤسسات الدينية لتراجع مستوى الائمة والدعاة والذين سلموا المنابر لغيرهم .
وأشار الدكتور الطيب الائمة والدعاة بتلبية نداء الأمة لهم بالعمل على نهضتها ويتحملوا مسئوليتهم ويعبروا عن الاسلام بدقة فالامام أهم من أى مهنة أخرى فى المجتمع حيث يلتقى بكل طوائف المجتمع ويصنع عقول نحو 5ر1 مليار مسلم بالعالم .. مشددا على أن أى شىء ولو كان الأمن لن يعيق الأزهر وائمته عن القيام بدورهم .
وطالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بتحسين الأوضاع الإجتماعية للأئمة والدعاة وبالإهتمام بثقافتهم وعلمهم , وإنشاء مرصد علمى لدعم الإمام , ومده بالنشرات الدعوية , وبأهم القضايا التى يجعلها محور خطبة الجمعة , وربطها بحياة المواطنين ليكون المسجد منارة فكرية وعلمية .
كما طالب الطيب بإعادة دور الأزهر الحقيقى وخطابه المسموع فى كل أنحاء مصر بعيدا عن أى توجه أو سياسية أو مذهبية أو حزبية للدفاع عن الوطن , وتبنى قضاياه فى أسلوب وسطى يتسع لكل الآراء بعيدا عن التشدد .
من جانبه أوضح وزير الأوقاف الدكتور عبدالله الحسينى أن الهدف من اللقاء الذى يحضره أكثر من 300 داع فى مصر بحث هموم الدعوة الإسلامية ومشاكلها وسبل النهوض بها فى ظل الظروف العصيبة التى تعيشها مصر والنهوض بالخطاب الدعوى لمواكبة التطورات الحالية والحفاظ على منابر الأوقاف بعيدا عن المتشددين .
وأشار الدكتور الحسينى إلى أن مطالب الأئمة والدعاة الإجتماعية محل إهتمام ودراسة من كل المسئولين لتلبيتها وفق المتغيرات الراهنة وطالبهم بالقيام بدورهم وأن يكونوا قدوة فى الإنضباط والقيام بمسئوليات الدعوة ورسالتهم لتبصير الناس ونمو وتقدم المجتمع .
من جهته، طالب الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بإبعاد الأمن عن العمل الدعوى وإلغاء تعيين الأئمة الذين تم تعينهم برعاية من أمن الدولة بإعادة فتح المساجد طوال اليوم لتكون منارات علمية ودينية.
وتقدم الدعاة للأمام بطلباتهم بتخصيص كادر خاص ونقابة للأئمة وتحسين وضعهم المالى والعلمى وإبعاد الأمن عن الدعوة وجعل منصب الإمام بالإنتخاب .