ينبغي أن تحترم مصر اتفاقية الغاز مع اسرائيل
قال مسؤول في شركة غاز شرق المتوسط يوم الاثنين ان الشركة التي تصدر الغاز الطبيعي المصري الى اسرائيل ودول أخرى في الشرق الاوسط لا ترى أي مبرر لتعديل بنود عقدها مع الحكومة المصرية للتفاوض بشأن سعر أعلى.
وقال نمرود نوفيك النائب الاول لرئيس شركة مرهاف -وهي من الشركاء المؤسسين لشركة غاز شرق المتوسط- لرويترز "تم تعديل عقدنا في 2009 وأدرجت فيه الالية الدقيقة والجدول الزمني والمعايير والاجراءات المتعلقة بالمفاوضات حول السعر ولا تتوافر هذه الشروط في الوقت الراهن."
وأضاف "نتوقع أن يحترم كلا الطرفين... هذا العقد."
ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن وزير البترول المصري عبد الله غراب قوله يوم الاحد ان مفاوضات تجري حاليا لتعديل اتفاقيات الغاز خاصة تلك الموقعة مع اسرائيل لرفع السعر. وقال ان الحملات الاعلامية والرفض الجماهيري لتصدير الغاز يعتبران سندا للمفاوض المصري للحصول على أفضل المزايا لمصر.
وقال نوفيك انه لا يستطيع الخوض في تفاصيل البنود المتعلقة باعادة التفاوض حول السعر. ورفض أيضا الافصاح عن السعر الذي تدفعه اسرائيل لشراء الغاز المصري بالتحديد لكنه قال انه أكثر من ثلاثة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
في المقابل يقول خبراء في قطاع الغاز ان قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم تحصل على نحو دولارين مقابل كل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وشركة مرهاف مملوكة لرجل الاعمال الاسرائيلي يوسف ميمان الذي يمتلك أيضا حصة 60 بالمئة في شركة امبال-امريكان اسرائيل كورب. وتمتلك مرهاف وامبال وميمان مجتمعين حصة 25 بالمئة في شركة غاز شرق المتوسط.
والشركاء الاخرون في غاز شرق المتوسط هم رجل الاعمال المصري حسين سالم والشركة المصرية للغازات الطبيعية (جاسكو) وبي.تي.تي التايلاندية ورجل الاعمال الامريكي سام زل.
واتهمت وسائل الاعلام المصرية تحالف غاز شرق المتوسط -الذي يورد 45 بالمئة من احتياجات مرفق الكهرباء الاسرائيلي من الغاز- ببيع الغاز لاسرائيل بأسعار أقل من أسعار السوق.
وقال نوفيك "تقارير الاعلام المصري خاطئة منذ سنوات. حين أفادت بأن السعر الاصلي هو 75 سنتا كان أكثر من مثلي ذلك وحين ذكرت أنه 1.50 دولار فانه في الحقيقة أكثر من مثلي ذلك... أستطيع أن أفهم لماذا يشعر المصريون بالغضب ازاء السعر الذي تدفعه غاز شرق المتوسط."
وقد وقعت اسرائيل اتفاقية لاستيراد الغاز الطبيعي من مصر قبل عشر سنوات لمدة 30 عاما وتم تعديل الاتفاقية في 2009 للحصول على سعر أعلى.
وقال نوفيك "ما تدفعه غاز شرق المتوسط (اسرائيل) مقابل الغاز المصري يفوق سعر صادرات الغاز المصرية الاخرى.. سواء تلك التي تنقل عبر خط أنابيب الى الاردن وسوريا ولبنان أو في صورة غاز طبيعي مسال."
واستؤنفت صادرات الغاز من مصر الاسبوع الماضي بعد تضرر خط الانابيب الذي ينقلها عبر سيناء في انفجار وحريق في الخامس من فبراير شباط.
وقال نوفيك ان الامدادات وصلت الى "الكميات المتعاقد عليها."
وتحصل اسرائيل على معظم احتياجاتها من الغاز من مجموعة يام تيتيس التي اكتشفت الغاز الطبيعي قبالة سواحل اسرائيل على البحر المتوسط. وبات البعض يعتقد أن اسرائيل ينبغي أن تكف عن استيراد الغاز المصري بعد اكتشاف الغاز مؤخرا في حقل تامار البحري الذي من المتوقع أن يبدأ الانتاج خلال سنوات قليلة وفي منطقة لفيتان.
وقال نوفيك "سوق الطاقة الاسرائيلية تحتاج أكثر من مصدر للحصول على امدادات يعتمد عليها."
وأشار الى اغلاق خط الانابيب المصري والى حالات عديدة اضطرت فيها يام تيتيس لوقف الامدادات وتدخلت شركة غاز شرق المتوسط لامداد عملاء يام تيتيس.
واستبعد نوفيك فكرة أن توقف الامدادات من مصر أصبح واردا بشكل أكبر بسبب هجمات على خط الانابيب. وقال "أي منشأة للطاقة معرضة لهجمات ارهابية." وأضاف أن غاز شرق المتوسط قامت بتعزيز الامن.
وقال ان الشركة تتوقع مواصلة توقيع عقود مع عملاء اسرائيليين مضيفا أن استهلاك الغاز الطبيعي يتزايد بوتيرة سريعة في اسرائيل.
وقال نوفيك ان السوق الاسرائيلية استهلكت خمسة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي في 2010 وان من المتوقع تضاعف هذا الرقم الى ثلاثة أمثاله في السنوات الخمس المقبلة.
وتابع قائلا "يجري الاعلان يوميا عن مشروعات جديدة. ليس للكهرباء فحسب فالصناعة أيضا تتحول الى الغاز الطبيعي الارخص والانظف."