جودة عبد الخالق ... الاخوان وبرنامجهم الاقتصادى
كشف الدكتور جودة عبدالخالق، وزير التموين والتجارة الداخلية السابق، عن أنه اعترض على محاولة الإخوان المسلمين التحكم فى توزيع الخبز، وقال للدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية: «إن أموال الدعم للشعب وليس لأى فرد أو تيار الحق فى التحكم فيها».
وقال «عبدالخالق»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، إن الإخوان لها مصالح أممية، وأمريكا لها مصالح عالمية، وهناك شىء مشترك بينهما، لاسيما أن «الملعب واحد» والحدق يفهم، على حسب قوله، متهما دولة قطر بأنها تخطط لتفتيت مصر اقتصاديا وجغرافيا واجتماعيا ونشر التوجه السلفى المتطرف.
وعن البرنامج الاقتصادى للإخوان، قال «عبد الخالق» إن الإخوان يمثلون تيار «اليمين القح»، على حسب وصفه، وإنه لا يختلف عن أجندة جمال مبارك، نجل الرئيس السابق، الاقتصادية والاجتماعية، وإلى نص الحوار:
■ أليس غريباً أنه منذ سنوات كان بعض اليساريين يرونك أكثر ميلا للإخوان، والآن أنت تعد من أشد خصومهم؟
- طوال عمرى كنت حريصا على تقوية ثقافتى الإسلامية وقد خلط البعض بين هذا وبين موقفى من الإخوان، لكننى كرجل سياسى أرفض أن أعطى التيار الآخر فرصة التحدث باسم الدين، فلسنا أقل فهماً للدين أو تدينا منهم، والدين ليس ملكاً لأى فصيل أو جماعة، كما أن من يقول إنه يمثل الدين ليس معصوما من الخطأ، فلقد حررت لنواب من التيار الإسلامى محاضر بسبب الاتجار فى السوق السوداء وكانت الحصانة تحميهم، وما أكثر الطلبات التى تقدموا بها لى فى مجلس الشعب لكننى لم أوقع عليها، رافضا الابتزاز باسم الأغلبية.
■ هل كنت تتوقع الممارسات السياسية التى رأيناها من التيار الإسلامى فى البرلمان أو خلال الانتخابات الرئاسية؟
- وجود تيارات سياسية متباينة هو السبيل لتقويم المسيرة وللأسف لا يوجد من يدفع الإخوان للطريق السليم، اليسار بالذات المنوط به مواجهة الإخوان أكثر من غيره خارج نطاق الخدمة لحين إشعار آخر، فضلا عن أن القوى الليبرالية مفتتة، ولقد كنت أطالب خلال الانتخابات الرئاسية بوجود كتلة حرجة ضد الإخوان ومن يتحالفون معهم وحين انحصرنا بين المر والأمّر منه، أى بين أحمد شفيق ومحمد مرسى قلت يجب أن نواجه تيار استخدام الدين لتحقيق مكاسب سياسية مهما كان خلافنا مع «شفيق»، لكن الكل لبس جلباب الثورية.
■ هل سيتغير حال الشارع المصرى والقوى السياسية عندما تجرى انتخابات برلمانية جديدة بعد وضع الدستور؟
- نعم، وإن كان من الصعب القطع بدرجة التغير ولكن من المؤكد أنه سيكون هناك تغير بسبب أداء الإخوان وتصرفاتهم وتصريحاتهم، خاصة أنهم فقدوا كثيراً من رصيدهم فى الشارع خلال الفترة الأخيرة، ويكفى أن يعرف الناس أن بعضهم تاجر بالسلع التموينية والمواد البترولية وحررت محاضر لهم، والغريب أنهم يحاولون الآن التحكم فى توزيع الخبز لتحقيق مكاسب سياسية ومادية، وقد اعترضت على ذلك، وخاطبت الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، شخصيا وقلت له نصا: «إن أموال الدعم للشعب وليس لأى فرد أو تيار الحق فى التحكم فيها».
■ وما توقعاتك للفترة المقبلة؟
- سيعاد ترتيب الملعب السياسى، التيار الدينى سوف يهبط، نتيجة الأداء السياسى له، خاصة فى القضايا السياسية المهمة كموضوع الجمعية التأسيسية، فضلا عن تحديه القضاء وتفسيره حكم مجلس الشعب على أنه بطلان وليس حلاً، بالإضافة إلى قرارات «مرسى» مؤخرا بفتح معبر رفح وعدم إغلاق الإنفاق وما نتج عنها، فضلا عن أن يكون أول رئيس دولة يستقبله رئيس جمهوريتنا هو أمير قطر، بكل ما تعنيه قطر من تخطيط وتدبير لتقزيم دور مصر إقليمياً، وتفتيت وحدتها الجغرافية والاجتماعية ونشر ودعم التوجه السلفى المتطرف.
■ ما هى الشواهد التى تؤكد أن قطر تلعب هذا الدور ضد مصر؟
- أعلنت خلال عملى بوزارة التموين، قبل فصل الشؤون الاجتماعية عنها، عن رصد تحويل 180 مليون جنيه من قطر لجمعية أنصار السنة خلال عام فقط، فضلا عن قناتى الجزيرة والجزيرة مباشر مصر اللتين تلعبان دورا رديئا وخطيرا وكنت أعيب على السلطات المصرية قبل القطرية السماح بوضع «خازوق»- على حد وصفه- فى بلدنا فى سابقة غير معهودة اسمه الجزيرة مباشر مصر، وقد رأينا الكثير من الشهادات الدولية والعربية التى تؤكد إنفاق قطر مبالغ طائلة للتأثير على مجريات الأوضاع بمصر والمساندة فى خطة إعادة «فك وتركيب» البلاد لتتواءم مع مصالح أمريكا الجديدة، بالإضافة إلى ذلك فإن الخليج بشكل عام عنده عقدة نقص عند التعامل مع الملفات المصرية، وهم لم ينسوا حتى الآن حملة إبراهيم باشا على الوهابيين فى السعودية خلال القرن الـ19.
■ تردد أنك تركت فايزة أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولى، وحدها فى مرمى نيران ملفات التمويل الخارجى للجمعيات الأهلية؟
- كان هناك نوع من توزيع العمل والأدوار بمعنى أنى كنت أمدها بالمعلومات، وكانت هناك لجنة مشكلة وكنت عضواً بها وهى أيضا بحكم أن ملفها التعاون الدولى.
دور وزارتى وقت ذاك كان يقف عند حد الترخيص للجمعيات- أو رفض الترخيص- وفقا للضوابط المشروعة من الدولة، كانت الأمور فى طريق للحوار الهادئ مع الأطراف التى تمول دون سند قانونى. لكن ما أشعل الموقف- قبل جريمة تهريب النشطاء الأمريكان- كان موقف أمريكا المستفز بإصرارها على تقديم مساعدة لكيانات محلية مع تجاهل الجانب المصرى، وكأنه لا وجود له، واتخذت الحكومة موقفا واضحا، معلنة أن مصر لن تركع لأحد، ولكن إعمالاً للمثل القائل «مغسل ومش ضامن جنة» تم اختراق هذا الموقف الوطنى.
■ هل تفاجأت بتقديم جون ماكين، عضو الكونجرس الأمريكى، شكراً للإخوان على دورهم فى قضية الإفراج عن الأمريكيين المتهمين فى قضية التمويل الخارجى إلى بلدهم؟
- هناك شىء مشترك بين الإخوان وأمريكا وهو أن أمريكا لها مصالح عالمية، والإخوان جماعة أممية، والملعب واحد والحدق يفهم.
■ اتهمك البعض عندما عملت مع الفريق «شفيق» بأنك «بعت القضية»، فما تعليقك، خاصة فى ظل اتهام «شفيق» بأنه المسؤول عن قتل الثوار فى موقعة الجمل؟
- كنت حريصاً على عدم الرد على تلك المهاترات، وقد قال البعض أيضا إن «جودة» يدمر تاريخه، وقتها قلت لهم كل واحد يهتم بتاريخه ومالوش دعوة بتاريخ التانى، أما عن شفيق فقد وضعته الظروف الصعبة فى هذا المكان، ولابد عند الحكم على الأشخاص مراعاة الفترة الزمنية، بالإضافة إلى ما اتخذوه من قرارات عن وعى وبإرادة كاملة، ومن هذه الزاوية أعتقد أن مسؤولية قتل الثوار يقع جزء منها على عاتق شفيق كرئيس وزراء، والأجزاء المتبقية على أطراف أخرى.
■ ماذا كانت شروطك للعمل مع «شفيق»؟
- كنت قد سألته عن تغيير اسم الوزارة لتضاف عبارة «العدالة الاجتماعية» فوافق وسألته عن صلاحياتى فى مجلس الوزراء فقال لى إنها مرتبطة بمدى قدرتك على إقناع أعضاء المجلس وهذا منطق رحبت به، ومن الطريف أنى رفضت ارتداء الكرافتات خلال اجتماعات مجلس الوزراء، حيث إن لى موقفاً من الكرافتة التى تخنق البنى آدم فى بلد حار أصلا، المهم عند دخولى فى أول يوم اعترض الحرس على ذلك فالتفت عنه واستهجنت أن يتدخل الحرس فيما يرتديه الوزير، وطلبت من «شفيق» أن يتركنى أركب المترو فى الذهاب والعودة من الوزارة إلا أنه رفض، الأهم أنه يتسم عموما بملامح رجل الدولة ولديه موضوعية.
■ ما تقييمك لفكرة أن نجاح شفيق فى انتخابات الرئاسة كان سيعيد إنتاج نظام مبارك؟
- أرفض ذلك، لأن الشعب المصرى خلال ثوره يناير «ذبح القطة» فلن يستطيع شفيق إعادة الماضى، وسوف يكون من السهل تغييره، وقلت أيضا إنه سيكون أقل ضررا.
■ هل أعطيت صوتك لشفيق فى الانتخابات؟
- فى المرحلة الأولى لم أعطه ولكن فى المرحلة الثانية خلاص كنت بين «العلقم واللبان الدكر»، فى هذا الوقت كان الإخوان مازالت لديهم الأغلبية فى مجلس الشعب وعند حصولهم على الرئاسة كان ذلك سيشكل خللاً خطيراً فى هيكل التوازن، وكان الأفضل أن يأتى شفيق، والحكومة وقتها ستتسع لمزيد من التنوع.
■ من كان أقرب الوزراء إليك؟
- فايزة أبوالنجا، رغم أننى فى البداية كنت أتعامل معها بشىء من العدوانية، إلا أننى غيرت شعورى، واكتشفت حسها الوطنى العالى وحسها الإنسانى الرفيع بالفقراء، ولا أنسى أيضا اللواء محسن النعمانى، وزير التنمية المحلية، وحرصه على أن تصل السلع التموينية والأساسية للجمهور فى توقيتاتها.
■ وماذا عن قصة التجهيز لموسم القمح الحالى؟
- تم تشكيل لجنه رباعية من وزارات المالية والزراعة والتموين والتنمية المحلية لدراسة وضع أسعار التوريد للموسم الجديد، قبيل بدء زراعة القمح ليتم رفع سعر التوريد إلى 385 جنيها، ونتج عن ذلك زيادة مساحات الأراضى المزروعة بحوالى 400 ألف فدان، إلى أن وصل التوريد إلى 3.7 مليون طن خلال العام الجارى مقابل 2.6 مليون طن العام الماضى، وبإضافة ما تم توريده لنا إلى ما فى المخازن أصبح لدينا 5 ملايين طن احتياطيا، وخلال إبريل أوقفنا الاستيراد حتى شهر أغسطس الجارى، وخلال تلك الفترة ارتفعت أسعار القمح عالميا بنسبة 40% نتيجة الجفاف الذى لحق بالعديد من الدول المنتجة للقمح كروسيا وكازاخستان ووسط أمريكا.
■ لماذا تم استبعاد القطاع الخاص من استيراد القمح من الخارج؟
- أولا، القطاع الخاص تدخل كوسيط يشترى المحاصيل من الخارج ويعيد بيعها للحكومة، وهو مصدر غير أمين، ثانيا: إن الدولة عانت من ارتفاع فاتورة الدعم الذى ذهب لكبار مستوردى القمح، وأنا ذهبت إلى كازاخستان وسألت عن أحد موردى القمح ويدعى (م .ع. ف) والأسعار التى يشترى بها، ففوجئت بأن السعر 300 دولار للطن، وأنه يطلب من المصدر أن يخطر الهيئة بأن السعر 360 دولاراً للطن على أن يتقاسما العمولة.
■ صدمت السوق بإعلانك عن أن 5 يحتكرون الأرز فى السوق ورغم ذلك لم تتم محاسبتهم؟
- هناك قصور فى قانون جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات والاحتكارية، حال دون ملاحقة محتكرى الأرز، يوجد بالقانون تعريف للصناعة لا ينطبق على الأرز، وحذرتهم من ذلك، لكن لم يتغير القانون وقد لجأت إلى تغيير النظام السائد الذى تتبعه هيئة السلع للحصول على الأرز من الموردين غير المحتكرين الخمسة، حيث كان يتم عقد 12 مناقصة للتوريد سنويا بواقع واحدة شهريا، واقترحت تغيير مواعيد المناقصات، فبدلا من 12 مرة خلال العام تتم 4 مرات وبذلك نقلل تكلفة المعاملات، ونربك توقعات المضاربين.
■ أنت سافرت إلى أمريكا لإجراء جراحة فى الركبة ثم عدت دون أن تفعل هل كان استدعاء من المشير وقتها أم ماذا؟
- أبداً، القصة أننى شعرت بعد أن توليت الوزارة بأسابيع بآلام مبرحة أخذت تزيد يوما بعد يوم، وأجمع الأطباء المصريون على أنها بسبب الفقرات، فيما أرجعها الأجانب إلى مشاكل فى الركبة، وكدت أن أصدق الأمريكان لكن ما بدا لى منهم هناك شككنى فيهم، واكتشفت فى اللحظة الأخيرة أنها الفقرات، كما قال المصريون، ولذا عدت إلى بلدى.
■ هل كان التنسيق مع وزارة البترول يسير على ما يرام؟
- تقديرى الشخصى أن البترول لم تكن لديها الجاهزية الكافية للتعامل مع قضية دعم المنتجات البترولية، فى الوقت الذى كان لدى وزارة التموين تاريخ طويل من الدفاتر والسجلات لكل شاردة وواردة فى هذا الشأن، وقد اكتشفنا أن هناك شحنات تخرج إلى مواقع لا وجود لها على الإطلاق، وظهرت شواهد على أن هناك شركتين لتوريد المواد البترولية فيهما فساد.
■ هل كان لمجدى راسخ، صهر الرئيس السابق حسنى مبارك، نفوذ فى هذا الموضوع؟
- نفوذ مجدى راسخ كان فى القاهرة الكبرى وبعض نقاط فى الشرقية ولكنه ليس العامل المؤثر، وتسييس قضية الدعم على خلفية الانتخابات لمجلس الشعب من جانب الإخوان و السلفيين كان الأخطر لقد حشدوا أصواتاً هائلة من خلال سيطرتهم على كميات من أسطوانات البوتاجاز وتوصيلها للمنازل، ما حقق لهم مكسبين فى نفس الوقت، أولهما مالى والآخر انتخابى.
■ ما تعليقك على أحداث رفح؟
- هذا وضع شديد الخطورة ومسؤول عنه عدة أطراف، منها النخبة السياسية التى أضاعت وقتا طويلا فى قضايا عبثية وجرت وراءها المجلس العسكرى، الذى أساس عمله حماية الأمن الوطنى بعد فبراير 2011، وقد استنفدت طاقاته فى إعادة ترتيب الساحة السياسية الداخلية، وألوم على المجلس بوضوح وأجهزة الاستخبارات، وأدين التفريط فى التعامل مع بؤر داخل سيناء والأنفاق المفتوحة، فلا يمكن تأمين سيناء وهذه «المواخير» مفتوحة.
■ هل تؤيد إجراء انتخابات رئاسية جديدة فور إقرار الدستور الجديد؟
- يتوقف ذلك على الدستور نفسه، وهناك عدة أمور مرتبطة بذلك ففى سبتمبر المقبل ستصدر المحكمة حكمها بشأن مصير الجمعية التأسيسية للدستور، لو جاء القرار بالحل سيعاد تشكيلها، بناء على قواعد مختلفة.
■ ما تقييمك لأداء المشير حسين طنطاوى؟
- لم تكن تربطنى علاقة به قبل أن أتولى الوزارة لكن بحكم العمل بعدها تعاملت معه، وأقول إنه لا يمكن التشكيك فى وطنية هؤلاء، وما علمته أنه كان أكثر المعترضين لسياسات الخصخصة وليس التوريث فقط، وقد وجدت كل التأييد من المجلس العسكرى لضمان حصول المواطنين على احتياجاتهم الأساسية بلا اهتزاز.
■لماذا لم تتول حقيبة المالية؟
- كان غير وارد، موازين القوى السياسية أن هذا مرفوض من «إخوانا»، وعندما كنت أحاول الخروج من عباءة التموين إلى ملف العدالة كان يقال لى إنت مالك، وكنت أعرف أن «المالية» خط أحمر، ولم نصل بعد لدرجة تسمح لليسار بالحصول على منصب مهم كهذا.
■ عودتك إلى حزب التجمع الآن هل ستزعج بعض الأعضاء؟
- سأعود للجامعة مثل الطالب الذى أنهى الثانوية سيذهب للجامعة، وبالنسبة للتجمع قلت إن اليسار خرج من الخدمة وهذا ينطبق على الكيانات التى خرجت من بطن التجمع ومن منطلق أنه لا يفل الحديد إلا الحديد لابد أن تتجمع كياناته حتى لو بـ«العافية»-اندماج قسرى- أعتقد أنه لا مجال للكيانات الصغيرة لمواجهة كيان مثل الإخوان، خاصة أن أرضيته ليست وطنية ولكن أممية أى له امتدادات خارجية.
■ بم تفسر أن مصر مازالت متوازنة اقتصاديا نسبيا رغم كل ما شهدته البلاد خلال الفترة الماضية؟
- هذا ما يبدو على السطح وتحت السطح قصة أخرى، وهو مصدر قلق لى، ولكن إذا طالت فترة الشد والجذب وشد الحبل بين القوى السياسية وانخفض الاحتياطى قد نقترب من القشة التى تقسم ظهر البعير، إذا انعكس هذا على القدرة على الوفاء بالاحتياجات الأساسية، واعتقد أننا اقتربنا من هذه اللحظة، ولكن يصعب تحديد وقتها، وهناك عدة عوامل منها انخفاض الاحتياطى، والآن أدرس وأعلم نفسى نظرية ليست جديدة هى نظرية «الشواش» أو الرؤية «عبر الفوضى»، التى جوهرها أنك لا تستطيع بشكل قطعى أن تحدد حدوث شىء فى قت محدد، ولكن تتوقعه الفترة الزمنية المحتمل حدوثه فيها.
■ لاحظنا أن مندوبين عن حزب الحرية و العدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، جلسوا مع أعضاء شعبة المخابز فى غياب وزارتك، قبل أن تتركها بثلاثة أيام ومعهم مندوب من الرئاسة؟
- الجماعة عايزة تسيطر على توزيع الخبز بدعوى العدالة الاجتماعية وقلت لمرسى تحديداً لا مجال لأى تيار سياسى فى هذا الجانب لأن هذا دعم تقدمه الدولة للمواطنين ووجود مندوب رئاسة هدفه أن تستغل الجماعة وجوده لتجعل المسؤول أو أعضاء الشعبة يعملون له حسابا ويوافقون على مطالبها، وأعتقد أن شعبة المخابز تعرف هذا ولكن المنافسة الانتخابية فيها تجعل البعض يلجأ إلى الإخوان لدعم موقفه.
■ هل لهذا علاقة بتسفيه الإخوان فكرة الكوبونات؟
- هناك لخبطة ولكن الاعتبار الحاكم هل الآلية سواء كوبونات أو غيرها ستمكنهم من السيطرة أم لا، فهم يعرفون أن الكوبونات ستخرجهم من «الليلة»، وعندما لا تجد قبولا لديهم يقولون نرفضها.
■ لماذا لم تستكمل عملية خلط الذرة بالقمح لإنتاج الخبز؟
- إذا انتجنا خبزا مخلوطا دون ضمان عدم وجود رطوبة فى الذرة فستكون هناك خطورة فى تكوين بيئة خصبة للبكتيريا، وبالتالى قد يصاب المواطن بضرر صحى شديد، كما أن الذرة غالبا ما يكون بها نسبة رطوبة والمنطق الاقتصادى يقول إننا نخلطها مع القمح ولكن بعد تحميصها لكن المطاحن ليس لديها الجاهزية الآن، ونحتاج أن نستثمر ونحكم الحلقة وأن يتم الخلط داخل نفس عملية الطحن وليس منفصلا.
■ ما تقييمك لبرنامج الإخوان الاقتصادى؟
- هم «يمين قح» ولا خلاف بين أجندتهم وأجندة جمال مبارك ونظيف الاقتصادية والاجتماعية، والدليل أن أول من استقبله مرسى كان أمير دولة قطر، والعدالة الاجتماعية بالنسبة لهم ذبح عجلين فى العيد وفضل زاد وليست حقوقا أصيلة للعمال فى الناتج القومى.
■ هل احتككت بمحمد بديع، مرشد الإخوان المسلمين، أو نائبه خيرت الشاطر؟
- لا من حسن الحظ.
■ هل تعتقد أن مرسى يحكم بنفسه؟
- لا أعتقد. هو جاء فى اللحظة الأخيرة كمرشح الإخوان للرئاسة.
■ هل توافق لو عرض عليك مرسى منصب مستشار اقتصادى؟
- لا ... لكن سأشكره طبعا.