نص حديث مبارك حسب الوطن
مبارك أثناء المحاكمة
حين سئل «مبارك» عن رأيه فيما يحدث الآن فى مصر، وحالة الغضب الشعبى والمظاهرات الفئوية والانفلات الأمنى والأزمة الاقتصادية، أجاب: والله.. أنا زعلان.. ثم صمت قليلاً.. فسأله «المصدر»: بخبرتك الدولية وتجاربك الطويلة شايف وضع الإخوان المسلمين مع الناس إزاى؟!
أجاب مبارك: همه اللى اختاروهم.. ولم يزد كلمة واحدة.
الأمريكان كانوا يريدون إقامة مشروعات للاتصالات بهدف التجسس علينا.. فرفضت و«زحلقتهم»
■ ما دور الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فيما يحدث الآن فى مصر والمنطقة العربية؟.
- قال مبارك: كل ما يهم أمريكا هو ضمان أمن إسرائيل فى الأساس.. وطول عمرهم بيحاولوا يضغطوا على العرب من أجل هذا الهدف.. وأنا لم أزر إسرائيل طوال فترة حكمى غير مرة واحدة فقط فى عزاء إسحق رابين، كان الراجل ده ماشى فى عملية السلام، وأعطانا قطاع غزة بالكامل.. علشان كده الإسرائيليين قتلوه.. لما رُحت فى العزاء، قالوا لى خليك تبات معانا.. فرفضت ورجعت القاهرة فوراً.. وأمريكا طول عمرها كانت بتضغط علينا للحصول على قواعد عسكرية فى مصر.. وكنت أرفض دائماً.. وذات مرة جاءنى أبوغزالة (يقصد عبدالحليم أبوغزالة وزير الدفاع الراحل) وقال لى إن الأمريكان طلبوا يعملوا قاعدة عندنا وأنا وافقت، فرددت عليه: انت مالكش سلطة توافق ولا أنا كمان، دى مش ملكك ولا ملكى أنا كمان.. وكنت رايح أمريكا فى زيارة رسمية والتقيت وزير الدفاع الأمريكى وقال لى إن أبوغزالة وافق على القاعدة العسكرية فقلت له «الدستور المصرى لا يسمح بذلك لا لأبوغزالة ولا لى شخصياً.. هذا الأمر يحتاج موافقة البرلمان المصرى، وحتى لو وافق البرلمان.. لازم استفتاء شعبى.. وقفلت الموضوع عليهم.. طلبوا أكثر من مرة قواعد فى غرب القاهرة وبرج العرب.. كانوا عايزين قواعد بأى تمن.
يصمت «مبارك» لحظات ويضيف ضاحكاً: .. يا ولاد...!
ثم يواصل الرئيس السابق حديثه عن الولايات المتحدة الأمريكية: فى الآخر.. كانوا عايزين يعملوا لنا شبكة إلكترونية للقوات المسلحة.. طبعاً علشان الشاشة تكون فى إسرائيل وأمريكا.. قلت لوزير الدفاع «زحلقهم».. مفيش حاجة من دى هتحصل أبداً.. رجعوا تانى وكانوا عايزين يوصّلوا كل سنترالات القاهرة بسنترال رمسيس.. واتفقوا مع وزير الاتصالات.. عرفت الموضوع من القوات المسلحة.. وعرفت إن هذا المشروع معناه أن الأمريكان يقدروا يصيبوا الاتصالات فى مصر كلها بالشلل.. يعنى لما يتوقف سنترال رمسيس، تتوقف كل الاتصالات فى مصر.. جبت وزير الاتصالات.. وقلت له معنى ذلك إنك علشان تطلب أى مكالمة لازم تعدى المكالمة على سنترال رمسيس.. فقال لى وزير الاتصالات إن الأمريكان هيعملوا ده ببلاش.. فقلت: إوعى توافق، فأجاب: بس همه وصّلوا الجيزة خلاص بسنترال رمسيس فقلت: كفاية الجيزة.. وزحلقهم بهدوء كده.. وفعلاً زحلقناهم.
ويواصل مبارك: فى 2006 أو 2007.. جاء الأمريكان وطلبوا تردد FM للقاهرة الكبرى.. ذهبوا إلى وزير الإعلام.. فقال لهم: القانون لا يسمح.. فجاءنى السفير الأمريكى وقال «إدينى تردد الـfm لأنهم فى واشنطن حاجزين 270 مليون دولار عن المعونة لمصر بسبب الموضوع ده.. فقلت له «خليهم عندكم.. مش عايزينهم.. لا.. خليهم متجمدين».. ورفضت.. وبعدها بـ15 يوماً أرسلوا الـ270 مليون دولار!.. طبعاً كانوا عايزين تردد الـFM علشان التجسس ومراقبة كل شىء.
عمر سليمان لم يمت مقتولاً.. فقد كان مصاباً بمرض خطير
يبدو «مبارك» حسب وصف «المصدر» هادئاً زاهداً.. ويُرجع «المصدر» الذى يجلس معه كثيراً فى مستشفى السجن هذه الحالة إلى ما حدث له ومعه خلال السنوات الأخيرة.. إذ يؤكد أن وفاة حفيده «محمد علاء» كانت نقطة تحول فاصلة فى حياته.. وكلما سأله عن إحساسه وتقديره لما يحدث له ولأسرته يجيب بكلمة واحدة «دنيا»..!
وحين سئل «مبارك» عن هذه الحالة قال: والله بعد موت حفيدى محمد كنت عايز أتنحى.. كنت عايز أمشى.. هم دلوقتى عايزين يبهدلونى.. من المستشفى للسجن للمحكمة.. فاكرين إنهم بيذلونى.. لأ.. أنا فى حياتى شفت أكتر من كده بكتير.. حاربت.. وإحنا فى الجيش بنتعب كتير فى حياتنا واتعودنا على الشقا.. أنا ببساطة الآن عايش ومش خايف.. ربنا هو العالم بكل شىء.. على فكرة أنا اتخذت قرار التنحى بنفسى ولم يضغط علىّ أحد، وكان ممكن أستمر فى الحكم، لكننى قررت التنحى حفاظاً على أرواح الناس وعدم إراقة الدماء.
يسأله: ماذا حدث بالضبط فى أيام يناير؟!
- يجيب «مبارك» والله.. أنا ما بحبش أتكلم فى الموضوع ده.. المسألة خلاص مرّت.
■ طيب.. هل الإخوان دول هيمشوا.. ولا هيكمّلوا؟
- يصمت مبارك قليلاً: والله.. والله.. مش عارف.
"مرسى" بيتفسح.. والنظام الحالى يحاول"بهدلتى" ولكننى لن انكسر فنحن فى الجيش اعتدنا على"الشقا"
■ البعض قال إنك تلقيت نصائح بإقالة المشير طنطاوى فى يناير 2011 لإنقاذ الموقف والنظام؟
- شوف.. لو كنت أقلته أيامها.. كانوا قالوا عليه بطل.. كانت الناس هتقول إنى طلبت منه إنه يضرب الناس بالسلاح وهو رفض.. لازم الأمور دى الواحد يوزنها صح.. وانتقل «مبارك» سريعاً إلى الحديث عن الجيش المصرى قائلاً: الجيش بتاعنا بخير.. فيه أبطال.. ولادنا زى الفل.. لما يدخلوا حرب يحاربوا بشجاعة.. وعندهم أسلحة متطورة.. إحنا اشتغلنا على ده كتير.. جبنا لهم أحدث الأسلحة.. وكان الأمريكان بيلاعبونا.. وكنا نلاعبهم.. لأن مفيش أغلى من الجيش فى مصر.
يعود «المصدر» ويسأله: نرجع لموضوع المجلس العسكرى فى أيام يناير وقبلها.
يرد «مبارك»: بلاش تسألنى عن موقف المجلس العسكرى فى يناير.. بعدين ممكن نتكلم.
■ وما رأيك فى أداء «مرسى» وجولاته بالخارج؟
- يرد «مبارك» ضاحكاً: أهو بيتفسح..!
■ هل مات عمر سليمان مقتولاً؟
- لا.. لا لم يحدث.. عمر كان مريضاً.. كانت عنده مشكلة خطيرة فى القلب.. الله يرحمه.
■ ماذا يغضبك الآن؟
- أكتر حاجة بتضايقنى لما يقولوا الرئيس المخلوع.. من كام يوم سمعت فى التليفزيون رئيس المجلس الأعلى السابق من قضايا الدولة بيقول عنى «الرئيس المخلوع».. عيب.. مفيش دولة فى العالم كله بتقول الرئيس المخلوع.. ده أنا اتنحيت حفاظاً على أرواح الناس.. كنت أقدر أقعد.. لكن قلت أنا أمشى..!
قال الرئيس السابق، حسنى مبارك، معلقا على أحداث ثورة 25 يناير، التى استمرت 18 يوما"، مش فاكر اليوم بالضبط.. كانت المظاهرات مستمرة فى ميدان التحرير.. اتصل بى الرئيس الأمريكى باراك أوباما.. اتصل مرتين أو تلاتة (ثلاثة).. وبصراحة ما رضتش أرد عليه.."
وأضاف قائلا، فى تسجيلات تواصل نشرها الزميلة الوطن: "فى الآخر رديت.. فسألنى: إيه الموقف عندك الآن؟!.. وقبل أن أرد.. بادرنى أوباما: أنا رأيى تسلم البلد لمجموعة من السياسيين منهم محمد البرادعى.. فقلت له: الكلام ده أنت اللى بتقوله؟!.. فقال: نعم، فقلت له اسمع يا أوباما أنا أفهم الشعب المصرى أكثر منك وأنت تفهم الشعب الأمريكى أكثر منى، وأنا لا آخذ أوامر فيما يخص الشعب المصرى، أنا آخذ أوامرى من الشعب المصرى وحده، لو الناس عايزانى أمشى، أمشى فورا، وأنا دورى إنى أنبه الشعب لخطورة الوضع اللى هوه فيه.. وبعدها انتهى الاتصال بيننا.
الإخوان والدولة
وسأل المصدر الرئيس السابق عن رأيه فى أداء الإخوان فى الحكم، فأجاب:
شوف،كل اللى حكموا مصر يعرفوا الإخوان كويس يعنى جمال عبد الناصر وأنور السادات وأنا نعرف عنهم كل حاجة.. ده بحكم موقعنا والتقارير والمعلومات، التى كانت تصل إلينا.. علشان كده كان عبد الناصر يتعامل معهم بطريقة تحافظ على البلد، لأنهم كانوا عايزين ينقلبوا عليه أكثر من مرة.. والسادات غلط لما فتح لهم الأبواب، هوه بصراحة كان راجل عظيم وكان عاوز ينفتح على الكل.. بس هما طول عمرهم عايزين السلطة والحكم.. والمشكلة أنهم مش متعودين على العمل فى النور.. طول عمرهم بيشتغلوا فى السر.. والدولة مش ممكن تدار فى السر.. دى دولة.. ودولة كبيرة وقديمة وعندها شعب كبير ومتنوع.. وفيه تعددية لازم نحافظ عليها..هما مش فاهمين الكلام ده.. عندهم مشكلة مع العصر الحديث.. لكن إحنا بحكم موقعنا كنا عارفين أسرار لا يعرفها الشعب، علشان كده أنا بألتمس للناس العذر لما اختارتهم.. لأنهم مجربوش الناس دول قبل كده.
يصمت مبارك قليلا ويضيف، أنا بصراحة متفاجئ أنا بصراحة متفاجئ من أدائهم.. كنت فاكرهم أفضل من كده بكتير.. هما مش فاهمين مثلا فى الاقتصاد.. بيشتغلوا فيه بطريقة «التاجر».. وده غلط.. وكمان عندهم شك على طول فى كل الناس.. طيب إزاى هنشتغل ونرفع البلد ونحل الأزمات وإحنا عندنا شك فى الشعب والمعارضة!!
أنا وهيكل
◄ سيادتك.. هل تتابع التليفزيون والبرامج والصحف؟!
- طبعا.. بس الجرايد بتيجى لى ساعات وساعات لأ.. وبحاول أتابع التليفزيون والأخبار بقدر الإمكان.. وكمان بتوصلنى الأخبار لما تيجى لى زيارات بصراحة الأوضاع صعبة، ونفسى الأمور تستقر فى البلد.
◄ طيب.. هل تابعت الأستاذ محمد حسنين هيكل وما يقوله عن عهدك.. وإيه سر موقفه منك؟
- مش متابع قوى.. بس هيكل له حكاية معايا.. فأول ما توليت الحكم.. جاءنى أسامة الباز وقال لى: أيه رأيك فى هيكل يكتب خطبك السياسية؟ّ.. ففكرت قليلا وقلت له: هيكل كان بيشتغل مع عبد الناصر.. وبعد كده استبعده السادات.. والمشكلة إنه هيحط لى فى الخطبة رأيه.. ولما أغير حاجة أو متعجبنيش حاجة.. هيزعل.. اسمع يا أسامة الراجل دا كان بيكتب لعبد الناصر معقولة هيكتب لى الخطب.. لأ ميصحش.. وهربت منه كده.
ويضيف مبارك هيكل بيحط أفكاره هوه.. وعايزنى أقرأ وبس.. وأنا مش لعبة فى إيد حد.. أنا أفكر وأقول للى يكتب لى الخطبة اكتب كذا وكذا وكذا.. أنا أقول لك أنا عايز أتكلم فى كيت وكيت حتى مرة موسى صبرى كان بيكتب لى الخطبة ودا كان أول ما تعينت وقال لى موسى: لازم ندى أمل الناس: وقولت له: لا ماينفعش تضحك على الناس: الناس لازم تعرف الحقيقة: أنا مش هضحك على الناس.. على فكرة أنا أول ما تعينت كانت البلد تعبانة قوى.. بس مش بالفوضى الحالية.
ويستطرد "مبارك": دول حتى بينسبوا كله لنفسهم. دا حتى مشروع قناة السويس إحنا اللى عاملينه.. إحنا عملنا مصانع هناك وأعطينا الصين مساحات وشيدنا مبانى.. ومن كام يوم شهدت مرسى والحكومة والإخوان عاملين قصة عن المشروع دا وكأنه إنجازتهم.
وتحدث "مبارك" فى أجزاء مختلفة عن شخصيات محدودة على الساحة الآن.. فحين سئل عما يقوله دكتور مصطفى الفقى فى حلقات برنامجه عن فترة حكمه؟..أجاب: مصطفى الفقى ساب الرئاسة من زمان.. بس الواحد بيعرف الرجال فى الصعاب، مصطفى الفقى بيكتب فى الجرايد ويطلع فى التليفزيونات عشان ياخد فلوس.
واستطرد مبارك، أنا كمان بشوف إبراهيم عيسى.. الراجل ده محترم وبيقول الحق، ورغم إنه كان بيعارضنى إلا أنه بيعجبنى لأنه ما بيخافش، وحين سئل عن مرتضى منصور، علق ضاحكا: ده مدفع.. مدفع.