كاتبة أمريكية: الأقليات المسيحية فى المنطقة هى الخاسر الأكبر من الربيع العربى

كاتبة أمريكية: الأقليات المسيحية فى المنطقة هى الخاسر الأكبر من الربيع العربى




علقت الكاتبة الأمريكية تودى روبن على أوضاع الأقليات المسيحية فى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والأقباط فى مصر بشكل خاص، فى ظل التغيير الذى تشهده منطقة الشرق الأوسط حاليا بفعل تداعيات ثورات الربيع العربى، موضحة أن المسيحيين بالمنطقة يعدون الخاسرون الأكبر من جراء تلك التطورات السياسية المهمة.

وأضافت الكاتبة أن هناك حالة من القلق الواضح التى تجتاح حاليا الشارع القبطى فى مصر خلال المرحلة الحالية، خاصة بعد أن تمكن مرشح جماعة الإخوان المسلمين من الوصول إلى مقعد الرئاسة فى مصر خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ليصبح أول رئيس إسلامى للبلاد فى تاريخها.

وأبرزت الكاتبة تصريحات أدلت بها الكاتبة القبطية سامية سيدهم والتى أكدت خلالها أن الأقباط يشعرون بأن الديمقراطية قد تحولت إلى كارثة كبيرة بالنسبة لهم، على الرغم من أنهم كانوا يعقدون الكثير من الآمال على الثورة المصرية ونتائجها أثناء بدايتها، خاصة وأنهم قد عانوا كثيرا خلال عهد النظام المصرى السابق.

وأوضحت الكاتبة فى مقالها بصحيفة فيلادلفيا أنقوايرار الأمريكية أن الأقباط قد عانوا من كثير من المشكلات إبان عصر الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، فقد كان يشترط مثلا لبناء الكنائس أن يحصلوا أولا على تصريح من جانب مؤسسة الرئاسة، وهو ما كان يتحقق بصعوبة بالغة، مما يضطرهم للصلاة فى أماكن غير مرخصة لهذا الغرض.

وأضافت أن العلاقات كانت متوترة بين الأقباط فى مصر والجماعات الإسلامية المتشددة، فى ظل حكم الرئيس مبارك، خاصة وأن العديد من الكنائس قد تعرضت للعديد من العنف، إلا أنه بالرغم من ذلك فإن النظام السابق لم يمنح هؤلاء المتشددين أية سلطات، على عكس ما يتمتعون به الآن بعد اندلاع الثورة المصرية.

وهنا أكدت الكاتبة أنه بعد وصول مرسى إلى سدة السلطة فى البلاد، فإن الأقباط المصريين يتوقعون مزيدا من التمييز من جانب الحكومة المصرية خلال المرحلة المقبلة، حيث أكدت سيدهم أنه من المتوقع أن تواجه السيدات الأقباط ضغوطا اجتماعية شديدة من أجل ارتداء الحجاب، بالإضافة إلى ممارسات حكومية تهدف إلى إغلاق الكنائس غير المرخصة.

من ناحية أخرى أبرزت الكاتبة قضية أخرى ربما تعد من أهم القضايا المثارة على الساحة المصرية فى هذه الآونة، وهى قضية كيفية تطبيق الشريعة الإسلامية، فى ظل الخلاف الحالى حول تعديل المادة الثانية من الدستور بين السلفيين وجماعة الإخوان، موضحة أن هذا الأمر يعد من أكثر القضايا التى تثير قلقا شديدا للجانب القبطى.

وهنا توقعت سامية سيدهم أن تعمل جماعة الإخوان على تطبيق الشريعة بشكل متشدد بعيدا عن فكرة الهوية الوطنية للدولة المصرية، على الرغم من الموقف الحالى الذى تتبناه الجماعة والذى يفضل الإبقاء على المادة الثانية بشكلها الحالى.

وأضافت الكاتبة أن القلق القبطى من تداعيات وصول المرشح الإسلامى لكرسى الرئاسة، قد دفع قطاع كبير من الأقباط نحو التصويت للمرشح أحمد شفيق خلال جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، خاصة فى ظل الشكوك حول قدرة الرئيس الجديد على إظهار قدرا من حسن النوايا تجاه المسيحيين فى مصر.

إلا أنها عادت لتؤكد فى نهاية مقالها أنه يمكن تقييم تداعيات وصول مرسى للرئاسة فى مصر، طبقا للسياسات التى سوف يتبناها تجاه الأقباط المصريين، والتى ستبين ما إذا كان الرئيس الجديد يريد بالفعل تحقيق الديمقراطية وتأسيس دولة حديثة، مطالبة فى الوقت نفسه الحكومات الغربية للضغط على النظام المصرى الجديد من أجل ضمان تحقيق التعددية فى مصر.