ثورات شعبية..هزت عروش العالم

ثورات شعبية..هزت عروش العالم



ثورات عديدة عبر التاريخ ،هزت عروشاً وأسقطت ملوكاً وبدلت أنظمة وغيرت حكومات وحولت سياسات ،كان قائدها الشعب الذى رفض القهر والاستبداد وصمد فى سبيل اشراقة الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية دون شروط .

ومن أبرزثورات العالم ضد طغيان القادة التى نجحت فيها المظاهرات الشعبية الجائحة فى اخراج البلاد من ظلام العبودية الى نور الحرية ،على سبيل المثال ،فى أوربا انتفضت شعوب انجلترا وفرنسا وروسيا وألمانيا ورومانيا وأوكرانيا لاسقاط الملكية المستبدة.
1- الثورة الانجليزية وعزل جيمس الثانى :
عرفت باسم الثورة" المجيدة" وتتعددت مراحلها من 1642-1689 ضد طُغيان الملَكية، وقد تمثّل نجاحها في عزل الملك جيمس الثاني الذى ارتكب العديد من المظالم فى حق الشعب الانجليزى ،وتنصيب ابنته ماري وزوجها وليم أورانج رئيس الدولة في المقاطعات المتحدة ملكين على إنجلترا، وفي "إعلان االحقوق" الذي أصدره البرلمان الإنجليزي عام 1689.
واشتمل الاعلان على أن حق الملك في التاج مستمد من الشعب ، وليس من الله وليس للملك إلغاء القوانين أو وقف تنفيذها أو إصدار ها أوفرض ضرائب جديدة، ولا تشكيل جيش جديد إلا بموافقة البرلمان.
فنتيجة سياسة التسييج (قيام كبار الملاك ببناء سياج حول أراض مخصصة للاستعمال المشترك بالقرية وأراضي صغار الفلاحين و تحويلها إلى مراع للأغنام) انتفض الفلاحون عام 1607 م،غير مبالين بتهديدهم بالطرد من الإقطاعات الزراعية. في حين كان النبلاء يسعون الى الاستيلاء على السلطة.
بل شكل فرض أصحاب المذهب الكالفني -فى ظل تحيز الملك للكاثوليك -لضريبة الإستهلاك منطلقاً لحركات التمرد 1646 إضافة إلى ارتفاع الأسعار بانجلترا.
العودة إلي أعلي
الثورة الفرنسية والغاء الملكية

-2-انتفض الشعب الفرنسى 1789 وانتهت ثورته تقريباً سنة 1799 ،وعملت حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة،والامتيازات الإقطاعية للطبقة الارستقراطية، والنفوذ الديني الكاثوليكي ومصادرة أملاك الكنيسة .
ونتج عنها اعلان الجمهورية في سبتمبر/أيلول 1792 واسقاط الملك لويس السادس عشر واعدامه ، واستقلال السلطات وفصل الدين عن الدولة والمساواة وحرية التعبير، وفتح المجال لتطور النظام الرأسمالي وتحرير الاقتصاد من رقابة الدولة وحذف الحواجز الجمركية الداخلية، واعتماد المكاييل الجديدة والمقاييس الموحدة. كما أقرت الثورة مبدأ مجانية وإجبارية التعليم والعدالة الاجتماعية وتوحيد وتعميم اللغة الفرنسية.
-3-الثورة الروسية واستقالة نيكولاس الثانى:
ثورة شعبية قامت بها الجماهير الروسية الجائعة. وشملت سلسلة ثورات جرت عام 1917، وسطرت نهاية الإمبراطورية الروسية و ميلاد الاتحاد السوفيتي.
ففي 8 مارس/آذار 1917، بدأت الناس المظاهرات وانضم اليهم الآلاف من عاملات النسيج، ولحق بهم أصحاب الياقات البيضاء (الاطباء والطلاب والمعلمون).وكان الاحتجاج بسبب نقص حاد في الخبز .
وتحت ضغط المتظاهرين ، قدمت الحكومة استقالتها إلى القيصر نيكولاس الثانى الذى اقترح حكومة ديكتاتورية عسكرية مؤقتة، ولكن قادة المؤسسة العسكرية الروسية رفضوا هذه الحكومة ،وكان نيكولاس على الجبهة مع الجنود يتابع مباشرة هزيمة روسيا في "تانينبرج"، أمام ألمانيا فقدم استقالته الى اخيه رومانوف الذى تولى الحكم .
وتعد الثورة البلشفية فى أكتوبر/تشرين الأول 1917 أول ثورة شيوعية في القرن العشرين الميلادي، وشكلت المرحلة الثانية من الثورة الروسية حيث تزعمها "البلاشفة" تحت قيادة فلاديمير لينين وليون تروتسكي بناءً على أفكار كارل ماركس؛ لإقامة دولة شيوعية وإسقاط الحكومة المؤقتة.
وكانت بسبب ارتفاع معدلات البطالة ، غلاء تكاليف المعيشة بشكل حاد وتراجع الأجور الحقيقية للعمال نحو 50 %عما كانت عليه عام 1913. وكاد البلد يواجه خطرالإفلاس بعد أن بلغت ديون روسيا 50 مليارروبل.
وأسس لينين لجانا استثنائية لمكافحة الثورة المضادة، بدأت بممارسة الارهاب الجماعي ضد ممثلي الفئات الغنية والمتوسطة للمجتمع الروسي والمثقفين ورجال الدين والضباط المشتبه بمعاداتهم للسلطة الجديدة . و استبدل البلاشفة الحكومة المؤقتة بحكومة اشتراكية، وباخر مراحل الثورة اندلعت الحرب الروسية الاهلية.
وبعد مقتل أسرة "نيكولاس " صعد البلاشفة (جماعة الجناح اليساري بحزب العمل الإشتراكي الديمقراطي الروسي وهم الأكثرية الثورية ) الى السلطة .
-4-الثورة الألمانية وتنازل" فيلهلم الثاني" عن العرش

اندلعت في نوفمبر /تشرين الثانى 1918 واستمرت حتى أغسطس /آب 1919، و حولت ألمانيا من قيصرية إمبراطورية إلى جمهورية برلمانية ديمقراطية. وترجع أسباب قيام الثورة الى ضيق الشعب بالأحوال الاقتصادية السيئة التي عمت ألمانيا أثناء خضوعها لنظام قيصري غير ديمقراطي.
فخرج الشعب غاضبا للمطالبة بالجمهورية وإسقاط القيصر. ورضخ القيصر" فيلهلم الثاني" ووقع وثيقة التنازل عن العرش في 9 نوفمبر 1918.
وفي 11 أغسطس 1919 تم وضع دستور جديد للجمهورية عرف بدستور فايمار. و انتخاب فريدريش إبرت أول رئيس للرايخ في جمهورية فايمار.
-5-الثورة الرومانية وسقوط تشاوشيسكو

تفجرت الثورة الرومانية عام 1989 لمدة إسبوع ،وتمكنت من الإطاحه بالديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو ،وتصاعدت أعمال العنف ،حتى أطاحت بالشيوعية في البلاد وتم انشاء أول نظام ليبرالي في البلقان ،وراح ضحيتها من 1300 الي 1400 مواطن روماني .
فقد حكم تشاوشيسكو رومانيا 25 عاما،وكان له أقوي قوات أمن وشرطة ومخابرات في العالم ،ومع ذلك أطيح بحكمه في أسبوعين فقط وتم القبض عليه وشكلت محكمة عسكرية أدانته وزوجته بتجويع وارهاب الشعب واضطهاده واستغلال امواله بالاضافة الي عمليات القتل .
ففي ليلة عيد الميلاد لعام 1989 ، اقتيد الزوجان معصوبي الأعين إلى أحد معسكرات الجيش الروماني خارج العاصمة بوخارست، وتطوع 300 روماني لتنفيذ حكم الإعدام به وزوجته رميا بالرصاص بينما كان المطلوب ثلاثة فقط . ومع سقوط تشاوشيسكو سقط الحزب الشيوعي الروماني.
العودة إلي أعلي
الثورة البرتقالية وسقوط يانوكوفيتش

6-أطلق علي الثورة الأوكرانية هذا الاسم بسبب الوشاح البرتقالى الذى كان رمزا للتضامن . وقد إندلعت عبر سلسلة احتجاجات من أواخر نوفمبر/تشرين الثانى 2004 حتى يناير/كانون الثانى 2005، في أعقاب جولة إعادة التصويت على الانتخابات الرئاسية الاوكرانية 2004 ،التي تردد أنها شابها الفساد وترهيب الناخبين.
وتم إلغاء نتائج الدورة الأصلية حيث أمرت المحكمة بإقامة دورة ثانية حاسمة فى ديسمبر/كانون الأول 2004. وأثبتت النتائج الرسمية للدورة الحاسمة أنها حرة و قانونية ولصالح يوشينكو ضد يانوكوفيتش مرشح الحكومة .
و تم إعلانه الفائز الرسمى و تنصيبه بإعتباره الرئيس الثالث لأوكرانيا فى 23 يناير/كانون الثانى 2005.
وفى آسيا ، ثارت جماهير ايران والصين واندونيسيا لاعلان الجمهوريات وارساء الديمقراطية :
1-الثورة الايرانية وتأسيس الجمهورية
اندلعت الثورة سنة 1979 وحولت إيران من نظام ملكي، تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي، لتصبح جمهورية إسلامية عن طريق الاستفتاء.
ويعد آية الله أو الإمام، كما هو معروف في إيران، روح الله الخميني مؤسس "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وحاول العمل على مد الثورة أو ما سُمي تصدير الثورة إلى المناطق المجاورة.
وتفجرت الثورة بسرعة بسبب سياسية التغريب القوية التي انتهجها الشاه رغم تعارضها مع الثقافة الخمينية للشيعة، وعلاقته مع الولايات المتحدة وتركيز الحكومة على مراقبة وقمع عناصر حركة مجاهدي خلق وباقي أطياف المعارضة اليسارية الإيرانية وانتهاك الدستور، بينما راحت المعارضة الدينية الأكثر شعبية تنتظم حتى قوضت تدريجياً نظام الشاه.
وفي 16 يناير/ كانون الثاني 1979 غادر الشاه والملكة إيران نزولاً على طلب رئيس الوزراء حينئذ الدكتور شابور بختيار، الذي كان لفترة طويلة زعيم المعارضة، ودمرت خلال ساعات "كل رموز سلالة بهلوي".

2-الثورة الصينية والديمقراطية

مجموعة من المظاهرات الوطنية وقعت في جمهورية الصين الشعبية، بين 15 أبريل /نيسان و4 يونيو/حزيران 1989، وتمركزت بساحة" تيانانمن" في بكين التي كانت محتلة من طلاب جامعيين صينيين، طالبوا بالديمقراطية والإصلاح وانهاء حكم الحزب الشيوعي للصين.
ورغم أن المظاهرات بدأت من طلاب ومفكرين اعتقدوا ان إصلاحات دينج زياوبينج عضو قديم في الحزب لم تكن كافية، فقد جذبت العمال الذين اعتقدوا ان الإصلاحات قد زادت عن حدها..
وأشعل المظاهرات موت النائب العام للحزب الشيوعي الصيني السابق،" هو ياوبانج"، الذي تم عزله في فبراير / شباط1987 بسبب المرض. وقد اعتبر عزله بسبب مظاهرات الطلاب غير عادل على نطاق واسع.
كما سمح موت "هو" للصينيين بان يعبروا عن استيائهم ممن خلفه دون خوف من القمع السياسي، ولم يكن اعلان الطوارىء كافياً لانهاء المظاهرات التي استمرت بدعم شعبي.
و بعد أسابيع، اتُخذ قرار اخلاء الساحة بالقوة من المتظاهرين. وقامت قوات الجيش باطلاق النار عشوائياً على المتظاهرين وسقط ما بين 2000 - 3000 قتيل.
بعد هذه الأحداث غيرت القيادة الصينية استراتيجيتها واعتدلت سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مما قاد إلى النمو الصيني الاقتصادي الهائل.
العودة إلي أعلي
الثورةالاندونيسية والاطاحة بسوهارتو

3-ارتبطت دوافع الثورة الاندونيسية بما فعله سوهارتو عندما وصل للحكم، قام بمذبحة لا ينساها التاريخ ضد أعضاء الحزب الشيوعي. لقد صفى الحزب تمامًا إما بالقتل أو السجن، كما قام بضرب الحركة النقابية وحظر وجودها هي وأي أحزاب سياسية أخرى.. فقد أصبح سوهارتو البطل الذي قضى على الشيوعية لخدمة الإمبريالية.
وفي مايو 1998، اندلعت شرارة الانتفاضة الشعبيةفي إندونيسيا بسبب الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى تدهور شديد في مستوى معيشة الملايين من الفقراء والعمال والفلاحين.
و احتل الاف الجماهيرخلال الثورة البرلمان تحت أعين وأسلحة قوات الأمن ،وكانت تنادي بسقوط سوهارتو وحبيبي(صديق سوهارتو ونائبه الامين )، ورفعوا شعاراً ضخمًا طوله 40 متراً كتب عليه: "أعيدوا السلطة للشعب. يكفي 32 عاماً من الديكتاتورية".
وفى أمريكا ،انتصرت ثوارت المكسيك وكوبا على السلطة القمعية :

1-الثورة المكسيكية والعدالة الاجتماعية
أيقظت الثورة المجتمع من غفلته ووضعت أساساً للتصنيع، وبالتالي ظهرت طبقة عاملة قوية ، ففى أوائل القرن ال20، هيمنت على المكسيك نخبة حاكمة صغيرة، لها حصة الأسد من ثروات البلاد ، في حين عاشت الغالبية من السكان في بؤس ساحق مع قمع المعارضة.
وقتها ظهرت معارضة" بورفيريو دياز" الذى حكم أكثر من 30 سنة (1876 - 1911)، تحت قيادة البرجوازية الليبرالية، ممثلة في بضعة أفراد مثل فرانسيسكو ماديرو الذى ندد بالتزوير الانتخابي الذي دبره الرئيس بورفيريو دياز، ودعا إلى انتفاضة وطنية، فاندلعت الثورة المكسيكية نوفمبر 1910.
وفي مايو 1911، استقال "دياز" عقب هزيمة الجيش الاتحادي بواسطة القوات الثورية التي قادها إيمليانو زاباتا في الجنوب، وبانشو فيلا وأوروزكو في الشمال، وفينوستيانو كارانزا، واستلم "ماديرو" السلطة في نوفمبر 1911، لكن تم إلقاء القبض عليه وإعدامه على أيدي الضباط الرجعيين في فبراير 1913. مما أدى إلى انتفاضة فلاحين جديدة انتهت باستلام "زاباتا" السلطة في ولاية موريلوس، حيث قاد برنامجا زراعيا ثوريا، أمم ملكيات الأراضي ووزعها على الفلاحين.
العودة إلي أعلي
الثورة الكوبية وانهاء الاستبداد

2- كانت الثورة الكوبية أشبه بانقلاب مسلح بقيادة فيدل كاسترو شقيقه راؤول و تشى جيفارا لاسقاط النظام الحاكم الاستبدادى .
وانطلقت الثورة 26 يوليو/تموز 1953 ، بهجومين متزامنين : الأول على معسكر مونكادا ، بمدينة سانتياجو دى كوبا و الثانى على معسكر كارلوس حتى تم الاستيلاء على منطقة هافانا .
وانتهت بالاطاحة بالديكتاتور فولجنسيو باتيستا المدعوم من الولايات المتحدة الامريكية في 1 يناير/كانون الثانى 1959،وأصبح "كاسترو "زعيما للبلاد . ونفذت "الحكومة الجديدة" الكثير من البرامج الاصلاحية الاجتماعية والاقتصادية لتحسين مستوى معيشة المواطنين .
العودة إلي أعلي
الثورة الكينية ضد السلطنة
من الثورات الأفريقية التى شهدتها كينيا سنة 1964 ،وأطاحت ثورة زنجبار بسلطانها جمشيد بن عبد الله وحكومته المكونة بشكل أساسي من العرب عن طريق الثوار الأفارقة .
ووقعت نتيجة اصابة تحالف حزب أفرو شيرازي مع حزب الأمة اليساري بالاحباط بسبب التمثيل البرلماني الناقص رغم الفوز ب 54% من الأصوات في انتخابات يوليو/تموز 1963، مما حرك جون أوكيلو زنجبارعضو حزب أفروشيرازي والثوار صبيحة 12 يناير 1964 في الجزيرة الكبرى أنجوجا، فاحتلوا مراكز الشرطة واستولوا على أسلحتهم، ثم تقدموا نحو العاصمة ستون تاون حيث أطاحوا بالسلطان وبحكومته.
ونتج عن الثورة انشاء الأفروشيرازي والأمة مجلسا ثوريا ليكون بمثابة حكومة انتقالية، بحيث تزعم "كرومى" المجلس كرئيس للبلاد وكان بابو وزيرا للشؤون الخارجية.
وتم تغيير اسم السلطنة إلى جمهورية زنجبار وبمبا الشعبية حتى وصلت لاسمها الحالى ،وكانت أول أعمال الحكومة الجديدة الطرد النهائي للسلطان .
وحققت الحكومة الثورية إصلاحات اجتماعية مثل الرعاية الصحية المجانية ، وفتح باب التسجيل في نظام تعليم الطلبة بالقارة السمراء.