عندما يكون ''بن لادن'' بطلاً !!

عندما يكون ''بن لادن'' بطلاً !!



انتظرت طويلاً.. قبل أن اكتب عن مقتل بن لادن، وما تبعه من مشاعر فرح وحزن في مختلف انحاء العالم لرحيل الرجل الاخطر والاكثر جدلاً في العشرين عاماً الماضية.. في الحقيقة لم اكن انوى الكتابة من الاساس عن هذا الرجل الشائك.. خاصة وأن الحديث في مصر هذه الايام عن اي شخص او جهة لهما بعد ديني أو حتى تماس مع الدين، بمثابة السير معصوب العينين في حقل مليء بالغام..
ولكن عادتي السخيفة، التي تسيطر على منذ صغري، وتجعلني افعل دائما ما اخشاه تجنبه والبعد عنه، وهذا ما دفعني لأكتب ما يمليه علي ضميري.
لماذا مهم أن نتناول ونحلل مشاعر الكثير من المصريين، حول بن لادن، خاصة وان البعض وصفه بانه بطل وشهيد، وهم كثيررررررون.. والقصة ليست قاصرة على بن لادن فقط، ولكن على طريقتنا في التفكير والحكم على الامور، حتى في بعض القضايا الواضحة.. التي لا تحتاج منا الي ان ندقق البحث ونٌعمل العقل تفنيدا للمعلومات والحقائق.. وانا هنا لا أقول ان نزيح العاطفة، ولكن يجب أن يكون حكمنا منطقي وعادل ويتسق مع تعاليم ديننا اولاً، خاصة مع رجل مثل بن لادن.. رفع شعار الدفاع عن الاسلام ضد الغرب.
لا انكر أن بعض التعاطف تسلل لنفسي عند سماع مقتل بن لادن، وساءني مثل الكثيرين انه رمي في البحر، ولم يدفن بطريقة شرعية.. واحزنني اكثر انه قتل ولم يحاكم.. ولكن لا عجب فهذه هي طريقة امريكا التي تمثل الارهاب الحقيقي للدولة وليس مجرد جماعة.
ولكن هذا لم يمنعني من الاعتقاد ان العالم سيكون أفضل بدون بن لادن.. وان الاسلام سيفقد رمزاً مسيئا، كان يمثل "عامل طرد" لكل ما هو اسلامي وعربي، ويكفى انه "استُخدم" كأداة وفزاعة - عن عمد او جهل منه- لتخويف العالم من الاسلام، ولصق عبارة "ارهابي" ب "اسلامي"، بسبب اغلب – القليل النادر من انشطة القاعدة التمس له بعض العذر- عملياته الارهابية الغير انسانية، التي كانت وبالاً ونقمة على الاسلام والمسلمين
اذا كنت ترى ان بن لادن بطلاً، دافع عن الاسلام ضد الغرب، وان غايته من البداية كانت نبيلة، لهذا تبرر له وسيلته الدموية.. فعليك أن تسأل هل نجح في ذلك ؟.. هل انتصر الاسلام على يده؟ هل تحرر الوطن العربي وتطهر من التواجد الغربي؟ هل الاسلام اصبح بمجهوده في مكانة أفضل ؟.. انصحك هنا ان تسأل اي قريب او صديق يعيش او حتى زار أوروبا أو امريكا.. كيف ساهم بن لادن في تحسين صورتنا، وصورة الاسلام !!

عليك أيضاً أن تسأل نفسك، لماذا اتجه بن لادن للعنف، ولماذا لم يتجه للموعظة الحسنة وبناء التكتلات والضغط الاعلامي والاقتصادي.. وكان يملك المال والقدرة على ذلك.. ستقول لي "من رأى منكم منكراً..".. سأقول لك، هذا يتطلب موافقة رسمية وجماعية، وملايين المسلمين لم ينصبوه حامياً ومدافعاً عن الاسلام بهذه الطريقة القتالية.. ستقول لي حكامنا فاسدون متقاعسون.. سأعترف ان معك بعض حق، ولكن هذا لا يبيح قتل المدنيين والنساء والاطفال.. فحتى في الحروب يا عزيزي، نهى الاسلام عن ذلك.. ولا ايه؟
اعرف انك مازالت غير مقتنع، ربما لأنه كان يحارب امريكا والغرب، وكلنا يكره سياستهم واساليبهم الملتوية، وانحيازهم الدائم للكيان الصهويني، ولكن حتى هذا لا يبرر ان نهاجم المنشئات المدنية والمطارات، ونقتل السائحين الذين ائتمنونا على اروحهم عندما اعطيناهم "فيزا" لدخول اراضي اسلامية.. وانا لا أقول ان بن لادن شخص مدعى، او حتى كما يروج البعض من انه عميل و.. ولكني اقول انه اضر الاسلام ولم يفده، ولا يستحق ان نصفه افعاله بالبطولية، لآنه هذا في حد ذاته يعد اساءة للإسلام !!
والامر نستطيع ان نحصره في احد تفسيرين.. اما أن ما فعله بن لادن وجماعة القاعدة، من اصول وتعاليم الاسلام.. وهنا علينا جميعاً ان نحمل الأسلحة ونسير على ضرب بن لادن.. أو أن ما فعله ليس من الاسلام في شيء.. وهنا علينا ان نبرئ ساحتنا وساحة الاسلام، ونقول بعلو صوتنا وفي كل مكان، نحن لا نفكر مثله، وبن لادن لا يمثل اسلامنا السمح، وندعو الله ان يغفر له.. اعطي نفسك فرصة للتفكير، قبل ان تتمسك برأيك !!
كلمة أخيرة: لعلمك، اغلب عمليات بن لادن كانت في الدول العربية والاسلامية، والقليل منها كانت في امريكا وأوروبا، ولا شيء نهائياً في اسرائيل.. ولم تستهدف القاعدة بتاتاً البتة – حسب علمي- منذ نشاءتها المصالح والمنشئات الإسرائيلية أو الصهيونية في اى مكان في العالم.. ولعلمك أيضاً 90% من ضحايا القاعدة مدنين، ويزيد عددهم عن 4000 شخص، الكثير منهم عرب ومسلمين.
ولكي تحكم بصورة منطقية على بن لادن والقاعدة، عليك ان تتعرف علي تاريخ ابرز عملياتهم في ال 18 لعشرين عاماً
تاريخ عمليات القاعدة (منقول):
- 1993
26 فبراير - الولايات المتحدة: تفجير في مركز التجارة العالمي، يسفر عن سقوط ستة قتلى وحوالى الف جريح.
- 1995
13 نوفمبر - السعودية: انفجار سيارة مفخخة في الرياض، امام مبنى للحرس الوطني السعودي، قتل خمسة جنود أمريكيين، وهنديان وجرح أكثر من ستين شخصا آخرين.
- 1996
- 25 يونيو - السعودية: انفجار شاحنة محشوة بطنين من المتفجرات عند مدخل قاعدة الخبر الامريكية قرب مدينة الظهران. الحصيلة: 19 قتيلا جميعهم امريكيون و386 جريحا.
- 1998
07 اغسطس - كينيا وتنزانيا: انفجار سيارتين مفخختين في وقت واحد، قرب سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام. سقط 224 قتيلا بينهم 12 امريكيا فقط، وآلاف الجرحى.
- 2000
12 اكتوبر - اليمن: مقتل 17 بحارا في مرفأ عدن في اعتداء استهدف المدمرة الامريكية كول.
- 2001
11سبتمبر - الولايات المتحدة: خطف أربع طائرات ركاب مدنية تقل في مجموعها 266 شخصا واستخدمت كأسلحة لتنفيذ هجمات لتدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، الذي يعمل بهما ما يقرب من 50 الف شخص، ومبنى وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) في واشنطن. وتحطمت الطائرة الرابعة في بنسلفانيا. كان هذا الاعتداء الارهابي الأخطر في التاريخ، وأسفر عن مقتل وفقدان ثلاثة آلاف شخص، بالإضافة الي الاف المصابين.
- 2002
11 أبريل - تونس: 21 قتيلاً، بينهم 14 ألمانيا في اعتداء انتحاري على كنيس الغريبة اليهودي في جربة.
12 أكتوبر - اندونيسيا: 202 قتيل بينهم عدد كبير من السياح الأجانب، في اعتداء بسيارة مفخخة على أحد الملاهي في "بالي"، نسب إلى الجماعة الاسلامية التي تدعو إلى إقامة دولة إسلامية في جنوب شرق آسيا.. وتؤمن بأفكار القاعدة.
- 2003
- 12 مايو - السعودية: 35 قتيلا بينهم تسعة امريكيون في ثلاثة تفجيرات في مجمع سكني في الرياض.
- 16 مايو - المغرب: 45 قتيلا بينهم 12 انتحارياً، في خمسة اعتداءات شبه متزامنة في المغرب استهدفت مطاعم وفنادق يرتادها أجانب ومواقع يهودية في الدار البيضاء.
- 15 و20 نوفمبر - تركيا: 63 قتيلا في أربعة تفجيرات انتحارية، بسيارات مفخخة ضد كنيستين والقنصلية البريطانية والمصرف البريطاني "اتش اي بي سي" في اسطنبول.
2004
- 02 مارس - العراق: حوالى 180 قتيلا في سلسلة هجمات على عدد من العتبات الشيعية في بغداد وكربلاء.
مارس - اسبانيا: 191 قتيلا وحوالى ألفي جريح في سلسلة اعتداءات استهدفت قطارات في ثلاث محطات في مدريد وضاحيتها.
- 2005
- 07 يوليو - بريطانيا: 56 قتيلا بينهم أربعة انتحاريون في أربع هجمات انتحارية في قطار الانفاق وحافلة في لندن.
- 23 يوليو - مصر: 68 قتيلا في سلسلة هجمات انتحارية على أماكن سياحية في منتجع شرم الشيخ.
- 09 نوفمبر - الاردن: 60 قتيلا في ثلاثة تفجيرات انتحارية في فنادق في عمان.
- 2006
- 24 ابريل - مصر: 20 قتيلاً وتسعون جريحاً في ثلاثة تفجيرات انتحارية في منتجع ذهب على البحر الاحمر.
-2007
- 14 أغسطس - العراق: أكثر من 400 قتيل في أربعة تفجيرات بشاحنات مفخخة ضد الأكراد.
- 11 ديسمبر - الجزائر: 41 قتيلا بينهم 17 موظفاً في الأمم المتحدة في هجومين انتحاريين في العاصمة الجزائرية.
2008
- 17 سبتمبر - اليمن: اعتداء بسيارات مفخخة على سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، يسفر عن سقوط 16 قتيلا بينهم ستة من المهاجمين.
- 20 سبتمبر - باكستان: 60 قتيلاً في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة، علي فندق ماريوت في إسلام أباد.
- 2009
- 25 ديسمبر - هولندا/الولايات المتحدة: عمر فاروق عبد المطلب يقوم خلال رحلة بين امستردام وديترويت بمحاولة تفجير طائرة بمتفجرات خبأها تحت ملابسه. تمت السيطرة عليه وجرح في اشتعال متفجرات.
- 2010
- 24 نوفمبر - اليمن: مقتل 23 شخصا في هجوم انتحاري على موكب ديني في معقل المعارضة الشيعية شمال اليمن، نسبه زعيم قبلي إلى القاعدة.
ملحوظة: الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة رأى موقع مصراوى.