عكاشة وحسن بهلول واللعب مع الكبار

عكاشة وحسن بهلول واللعب مع الكبار




فى الفيلم السينمائى "اللعب مع الكبار" قام الفنان عادل إمام بدور حسن بهلول الذى جعل الحكومة ممثلة فى مباحث أمن الدولة تحتار فى كيفية حصول بهلول على معلومات خطيرة حول حوادث إرهاب من تفجيرات واغتيالات سياسية سيجرى تنفيذها فى أماكن حددها بدقة، وازدادت حيرة أمن الدولة حينما ادعى بهلول أن هذه المعلومات يستقيها من أحلامه التى تطارده فى نومه، مما أربك حسابات المباحث وعجزوا عن تفسير هذه الحالة البهلولية.

ولم يكتشف رجال الأمن الحقيقة إلا بعدما قتل صديق بهلول الذى كان عاملا فى سنترال يقوم بالتصنت على مكالمات كبار رجال الدولة، ويعرف أسرارهم وعملياتهم ويخبر بها بهلول الذى أعجبته لعبة محاربة الفساد بإبلاغ المباحث دون أن يلحق الضرر بصديقه، ولما كشف الكبار ما يفعله الصديق عامل السنترال قتلوه ليدفنوا معه باقى أسرارهم.

الفكرة خيالية أبدعها وحيد حامد ويستحيل حدوثها فى الواقع بالطبع، إلا أن توفيق عكاشة، الإعلامى المطارد، جعلنا نتذكر حسن بهلول فى سلسلة من التوقعات والتنبؤات التى يجب أن يجعلها خبراء الأمن نصب أعينهم لأنها نذير شر يحيط بمصر.

ولا يهمنا ما أعلنه عكاشة من تنبؤات عن إقالة طنطاوى وعنان قبل أيام من حدوثه، بل وأكد فى تنبؤه تعيين السيسى قائدا للمجلس العسكرى خلفا لطنطاوى، ولنقل أنها تسريبات للخبر.

ولا يهمنا أيضا ما أعلنه عن تنبؤه بإغلاق قناته ولنقل أيضا أن هذا أمر كان حتميا بعد سلسلة مهاتراته وتهديداته اللاعقلانية فهذا أمر كان لابد واردا، ولكن الذى يهم مصر كلها هو التصريح الذى أعلنه عكاشة عن غزو وشيك واحتلال إسرائيلى لسيناء، فهل كانت مصادفة أن يتوافق وقت تصريحه وتنبؤه مع حادث رفح، وأعقبته تحركات الجيش المصرى صوب سيناء بمعداته وعتاده ومدفعياته الثقيلة، ليكون رد فعل إسرائيل مانشرته صحيفة الدفاع الإسرائيلية "يسرائيل ديفينس" من تقرير طويل تفصيلى عن الخطة "عوز" متعددة السنوات وعن استعدادت عسكرية على حدود مصر تقوم فيها إسرائيل بحشد أنواع شتى من أحدث التشكيلات القتالية، استعدادا لحرب طويلة الأمد مع مصر، واستعرض التقرير أنواع الدبابات والطائرات المحاربة، وما خفى بالطبع أعظم.
ما أصدرته الصحيفة يحتاج إلى رد من الحكومة المصرية وتحرك سياسى عاقل وحكيم ورشيد، وتفسير لهذا التوتر الذى يبدو فى الأفق ولا يسمح بالطبع بنمو اقتصادى وشيك، أما الصمت عن هذه الأحداث فيزيد الأمر غموضا وريبة وتشككا وعدم استقرار وطمأنينة.

فهل تفكر إسرائيل فى توجيه ضربة لخصم يترنح اقتصاديا، وهل مصر مستعدة – وسط نزاعاتها وخلافاتها - لخوض غمار حرب جديدة، وهل تصدق نبوءة حسن بهلول – أقصد - توفيق عكاشة؟