انسحاب الكنائس الثلاثة من تأسيسية الدستور

انسحاب الكنائس الثلاثة من تأسيسية الدستور



اتفقت الكنائس المصرية الثلاثة الممثلة باللجنة التأسيسية لإعداد الدستور على الانسحاب من الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور عقب اجتماع مغلق تم مساء أمس استمر ثلاث ساعات بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئاسة الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركى، تضم 60 مشاركا بالاجتماع منهم الأنبا يوحنا قلتة ممثل الكنيسة الكاثولكية والدكتور صفوت البياضى ممثل" الإنجيلية" عطفا على عدد الأساقفة ومن أعضاء المجلس الملى ومستشارين وقانونيين ورجال أعمال أقباط.

وشكلت الكنائس لجنة صياغة من عشرة أعضاء برئاسة الأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا يوحنا قلتة، النائب البطريركى للكنيسة الكاثولكية، وجورجيت قلينى عضو لجنة الترشيحات البابوية، والمستشار إيهاب رمزى، ومارجريت عازر، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، وسعاد كامل عضو بالتأسيسية، وماجد حنا المحامى، ونجيب جبرائيل المحامى، ورومانى ميشيل المحامى، وممدوح رمزى المحامى.

وسوف تجتمع اللجنة مساء اليوم الجمعة لكتابة بيان الانسحاب النهائى، وإرساله إلى البابا تواضروس الثانى أولا لقراءته والموافقة عليه ومن ثم إعلانه رسميا يوم السبت، وبعدها إرساله إلى المستشار حسام الغريانى رئيس الجمعية التأسيسية.
وقال مصدر كنسى لـ"اليوم السابع"، إن اللجنة ستجتمع مساء اليوم الجمعة لكتابة الصيغة النهائية لبيان الانسحاب ويشمل تحفظات الكنائس الثلاثة الأرثوذكسية والكاثولكية والإنجيلية على مسودة الدستور، بدأ من تشكيل الجمعية التأسيسة لإعداد الدستور وصولا إلى صياغة المواد التى ترفضها الكنيسة وعلى رأسها المادة 220 التى تقوم بتفسير المادة الثانية من الدستور ونصها "مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة فى مذاهب أهل السنة والجماعة" والتى شهدت اعتراضا من الحضور باجتماع الكنائس داخل الكاتدرائية ووصفوها بتحويل الدستور المصرى إلى دستور دينى، عطفا على آلية التصويت والصياغة التى تمت بها المواد داخل الدستور.

وأضاف المصدر أن الاجتماع شهد ثلاثة تيارات الأول يطالب بالانسحاب والثانى بالتجميد والثالث بالبقاء بالجمعية، ولجأ الأنبا باخوميوس إلى التصويت وكانت النسبة 95% تطالب بالانسحاب بسبب تهميش الأقباط فى الدستور الذى سيتحول إلى دستور دولة دينية بلا مواطنة فى ظل تلك المواد، وترأس هذا التيار الأنبا موسى، فيما طالب الأنبا يوحنا قلتة وشريف دوس رئيس هيئة الأقباط العامة وثلاثة آخرون بالاستمرار، وطالب المستشار أمير رمزى وأربعة آخرون بالتجميد المؤقت للكنسية لحين الفصل فى المواد المطالب تعديل صياغتها وإزالتها من مسودة الدستور، مضيفا أن الأنبا باخوميوس قال نصا: "قرار الانسحاب على مسئوليتى الشخصية.

وفى منتصف الساعة الأولى من الاجتماع الذى بدأ الخامسة والنصف انصرف كل من الأنبا أرميا سكرتير البابا شنودة الثالث والمستشار ماجد رياض مستشار الكنيسة بالولايات المتحدة الأمريكية، كما لم يحضر الأنبا بولا اجتماع الكنائس لانشغاله بالترتيبات الأمنية والإشراف على تأمين الكاتدرائية ولكنه اجتمع مع كل من مارجريت عازر وماجد حنا ولسن ورومانى ميشيل وممدوح رمزى ونجيب جبرائيل للاتفاق على صياغة البيان اليوم.
وأشار المصدر إلى أن اتصالا هاتفيا تم ظهر أمس قرابة الثانية ظهرا بين الأنبا بولا، ممثل الكنيسة بالتأسيسية والأنبا يوحنا قلتة، كان الأول يطالب بضرورة الانسحاب فى حين فضل "قلتة" الاستمرار فى التأسيسية حتى لا توضع الكنائس فى موقف محرج مع التيارات الإسلامية، مضيفا أن الكنيسة قررت الانسحاب حتى فى حال عدم انسحاب الأزهر.

وأكد جون طلعت، الناشط القبطى أحد الحضور بالاجتماع، لـ "اليوم السابع" أن أجواء الاجتماع كانت ملتهبة، والتى استمرت من الخامسة والنصف حتى الثامنة والنصف، وكانت الأغلبية العظمى للحضور تؤيد الانسحاب الكامل من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، وعدد قليل يؤيد التجميد والبقاء، مضيفا أنه تمت مناقشة كافة المواد التى تعترض عليها الكنيسة أبرزها المادة 220 وإشكاليات التأسيسية منذ تكوينها حتى الآن.