مباركة مرسي "الجهاد" بسوريا
مرسي دعا لفرض منطقة حظر جوي فوق سورياالأحد 16 يونيو, 2013 - 18:56 بتوقیت أبوظبي
أبوظبي - سكاي نيوز عربية
أثارت مباركة الرئيس المصري محمد مرسي ذهاب المصريين للجهاد في سوريا ضد نظام بشار الأسد تساؤلات عن هدفه، وفسر بأنه تحويل للأنظار عن دعوات المعارضة للخروج عليه نهاية الشهر، ما يفتح المجال لـ"أفغنة" سوريا قد تتجلى عواقبها في مصر.
وكان مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، أعلن الأحد خلال مؤتمر "الأمة المصرية لدعم الثورة السورية" قطع العلاقات مع سوريا وإغلاق سفارتها بالقاهرة وسحب القائم بأعمال السفير المصري من دمشق.
وأثناء حضور مرسي المؤتمر، دعا اثنان من الشيوخ المصريين إلى التوجه إلى سوريا للجهاد، ما اعتبر مباركة وتشجيعا من الرئيس لهذه الدعوات.
كما شن هجوما لاذعا على حزب الله اللبناني الذي يحارب إلى جانب القوات المسلحة السورية.
وحضر آلاف من أنصار التيارات الإسلامية المؤتمر الذي نظمته الهيئة الشرعية وائتلاف القوى الإسلامية.
وقال مرسي: "هذا يوم النصرة، لن يهنأ لنا بال حتى نرى السوريين الأحرار يقيمون دولتهم الموحدة على كامل ترابهم".
وبعث برسالة "للشعب السوري وللائتلاف المعارض وكل القوى الوطنية المخلصة" قائلا: "تمسكوا بالحرية، والله نحن أيضا معكم".
ويرى مراقبون أنه باتخاذه هذا الموقف، يفتح مرسي جبهة خارجية في وقت تتفاقم فيه مشكلات مصر السياسية والاقتصادية والانقسامات الداخلية، وقد يجلب على البلاد عواقب وخيمة هي "في غنى عنها".
ويقول المحلل السياسي خليل عناني لسكاي نيوز عربية إن هذه الدعوة "ستجد بالطبع من يلبيها من الجهاديين، وستؤدي إلى زيادة محدودة في عدد المصريين الذين سيتجهون إلى سوريا لمحاربة قوات الأسد" لكنه يرى أنها "لن تكون أعدادا كبيرة بسبب وجود معترك سياسي في مصر نفسها".
وشكك عناني في أن يكون الهدف من هذه الدعوة مناصرة الشعب السوري كما أعلن مرسي.
"مرسي اتخذ الدعوة إلى الجهاد في سوريا غطاء للوضع الداخلي، ووظفها لتوجيه إنذار للمعارضة الداخلية"، حسب المحلل.
"التحول المفاجئ وهذا التصعيد في موقف مرسي لغز، ولكن يبدو أنه متعلق بالموقف الأميركي وبقرار واشنطن تسليح المعارضة السورية قبل بضعة أيام"، حسب عناني.
وقال إنه "متعلق كذلك بتطور موقف دول الخليج ورفضها إعلان حزب الله اللبناني المشاركة في الحرب".
وأضاف: "يبدو أن مرسي رأى أن من مصلحته تحسين علاقاته ببعض هذه الدول مثل السعودية، فقرر أن ينضم إلى موقفها".
وحذر من أن مباركة الرئيس لدعوات الجهاد هي "تكرار للسيناريو الأفغاني عندما قررت الحكومة المصرية، وحكومات عربية أخرى بمباركة واشنطن، أن ترسل الدعم للمقاومة الأفغانية لمحاربة القوات السوفيتية في بداية الثمانينيات".
"كانت النتيجة ظهور طالبان وميلاد جماعات أصولية متشددة صدروت مقاتليها إلى دول أخرى وقام أفرادها بأعمال عنف في مصر" بلغت ذروتها في فترة التسعينيات.
واعتبرها "حسابات خاطئة ستؤدي إلى مشكلات جمة" حيث أنه "من الواضح أن مرسي اتخذ هذا الموقف ليرضي الجهاديين ويستميلهم، ليقفوا معه في مواجهة التظاهرات التي تدعو إليها المعارضة يوم 30 يونيو" في الذكرى الأولى لانتخابه، بهدف إقصائه عن منصبه والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
وأوضح الخبير أن "هناك نحو 200 إلى 300 مصري يحاربون الآن مع المعارضة السورية، خاصة إلى جانب جبهة النصرة المتشددة".
وأكد "ليس بينهم عناصر من الإخوان المسلمين، لكن أغلبيتهم من الجماعات السلفية الجهادية والجماعات التكفيرية ومن أنصار القيادي السلفي حازم ابو إسماعيل".
وذكر عناني بحملة قامت بها الجماعات السلفية قبل 10 شهور في محافظة أسيوط بصعيد مصر "لجمع الأموال لمناصرة الثورة السورية والتعبئة للجهاد".
ورأى أن مرسي "أعطى غطاء سياسيا رسميا لذهاب المصريين للقتال في سوريا".
وأكد أن "هذه الدعوة ستدخل مصر في موقف غاية في الخطورة وذات عواقب وخيمة فعندما ينهي هؤلاء جهادهم ويعودون سيريدون أن يعاملوا كالأبطال وسيرفضون التخلي عن القوة التي اكتسبوها. وإذا كان ذلك يحدث بالمخالفة في ظل الأنظمة السابقة وأثار موجة من العنف خلفت آلاف الضحايا من السياح والمدنيين ورجال الأمن، فالآن ستزيد لأنها تتم بمظلة شرعية هي مباركة رئيس الجمهورية".
"أصلا مرسي يعامل كأبطال كل من كانوا في السجون وقاتلوا في أفغانستان وغيرها وقاموا بأعمال عنف واغتيالات".
وكان مرسي عين بعض أعضاء الجماعات الإسلامية الذين أدينوا وقضوا عقوبات بالسجن في مناصب بمجلسي الشعب والشورى، ويشركهم في المناسبات التي تقيمها الرئاسة.
وحذر المحلل السياسي من أن "ما لا يدركه مرسي هو أنهم سينقلبون عليه ويحاربونه في النهاية" "فالسلفيين بدأوا منذ الآن بتكفيره، ويعتبرون أنه خان المشروع الإسلامي فما بالك بالجهاديين".
وأضاف: "من الواضح أنه لا يدرك عواقب هذه الدعوة ومصر ستدفع الثمن".
ووصف قرار قطع العلاقات بأنه "غير مدروس" مؤكدا أنه "كان يمكنه أن يكتفي بتجميد العلاقات، لكن قطعها بهذا الشكل الكامل والمفاجئ أشبه بإعلان حرب واتخذ بشكل انفعالي أحادي دون استشارة المسؤولين عن الخارجية المصرية".
وتابع: "مرسي كان يريد توجيه رسالة قوة للمعارضة مفادها أنه سيتصدى لها بحزم، ولكن ذلك سيأتي بنتيجة عكسية. ومن كان مترددا في النزول إلى الشارع يوم 30 سيزيده ذلك إصرارا على التظاهر"، على حد قوله.
ووصف مرسي معارضيه بأنهم "بعض الواهمين الذين يريدون الانقضاض على ثورة ٢٥ يناير ويتصورون أن بإمكانهم هدم الاستقرار الذى ينمو يوما بعد الآخر".
واتهمهم بمحاولة "دفع البلاد إلى دوامة عنف وفوضى" وأكد أنه سيعمل على "ضبط الأمن وإيقاف الخارجين على القانون" متوعدا بالتصدي لهم بكل "حسم وردع".
يأتي هذا في الوقت الذي أقامت المحامية رضا محمود بركاوي دعوى أمام محكمة القضاء الإداري للمطالبة بوقف وإلغاء "القرار الضمني" لمرسي والمتضمن دعوة المصريين للجهاد في سوريا.
ونصت صحيفة الدعوى على أنه "رغم ما يعتصر الشعب المصري من ألم لمعاناة شعب سوريا، إلا أن قرار رئيس الجمهورية تأييد الجهاد في سوريا وما سبقه من قرار خالد القزاز مستشار الرئيس للشؤون الخارجية من أن الدولة لن تلاحق من يذهب للجهاد في سوريا، جاء مجحفا بحقوق مصريين ستأخذهم الحمية دون أن يكون لهم أدنى فكرة عن حمل السلاح".
وتابعت الدعوى أن خطاب مرسي جاء "مؤكدا لما دعا إليه الشيخ محمد العريفي بمسجد عمرو بن العاص يوم 14 يونيو الذي دعا فيه إلى الجهاد".
وقالت المحامية إنه "كان الأولى أن تتوجه الجهود المصرية لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، قبل أن يقضي على حياة المصريين" في إشارة إلى مشروع السد الذي ستقيمه إثيوبيا على نهر النيل وقامت بتحويل مجرى النهر إيذانا بالبدء فيه.
وقال الإعلامي حمدي قنديل في حسابه على تويتر "مرسي يهدف إلى تسليم سوريا للجهاديين ليسترضي الجهاديين في مصر".
موضوع: تحليل مباركة مرسي "الجهاد" بسوريا 
