اثبات لاهوت السيد المسيح

غاية هذا البحث تأكيد واثبات لاهوت السيد المسيح وذلك من خلال انجيل معلمنا يوحنا الذى يغلب عليه الطابع اللاهوتى
حيث اننا في دهشة تقف النفس لتشهد في سكون عميق الإنجيلي القديس يوحنا الحبيب وقد صار أشبه بنسرٍ طائرٍ، يحلق لا في جو السماء المنظورة، بل في جو الإلهيات التي لا يُنطق بها. إنه كمن يدعونا أن نعبر معه إلى ما وراء الزمن لنرى كلمة الله الذي لا يفارق العقل الإلهي، والعقل الذي لن ينفصل عن كلمته؛ الابن الوحيد الجنس الواحد مع أبيه في ذات الجوهر. إنه يدعونا لنرى ونلمس واهب الحياة ومصدر النور، خالق الزمن، ومُوجد كل خليقة في السماء وعلى الأرض .

من هو المسيح هذا ما يعلنه لنا فى انجيله فى الاصحاح الاول الايات من (1-13) تقدم لنا ثمان حقائق عظمى عن شخص ربنا يسوع المسيح، وهي:

أ - كان ولا يزال الأزلي: "في البدء كان الكلمة" (1).
ب - كان ولا يزال الأقنوم المتمايز عن أبيه: "وكان عند اللَّه" (1).
ج - كان الكلمة ولا يزال هو اللَّه (2).
د - هو شريك مع الآب في الأزلية (2).
ه - هو خالق المسكونة (3).
و - هو مصدر كل حياة ونور (4، 5، 9).
ز - الإله الذي يعلن عن ذاته للعالم الساقط (10).
خ - دخل إلى عالم الإنسان، وخاصته لم تقبله

السيد المسيح وصفاته الإلهية

اقتباس :: السيد المسيح وصفاته الإلهية
لاشك أن الخالق هو الله.
وهذا ما قام به المسيح
أ _ (يو1: 3) يقول يوحنا الإنجيلي عن السيد المسيح " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان " وهنا لا يذكر فقط أنه الخالق، إنما أيضاً بغيره ما كانت هناك خليقة.
(ويقول أيضاً " كان في العالم، وكون العالم به" (يو1: 10)..

ب _ ومن معجزات الخلق أيضاً تحويل الماء خمراً في عرس قانا الجليل (يو2).

وهنا عملية خلق: لأن الماء مجرد أوكسجين وأيدروجين، فمن أين أتى الكحول وباقى مكونات الخمر؟
لقد خلق السيد كل هذا في تلك المعجزة، التى مما يزيد قوتها أنها تمت بمجرد إرادته في الداخل، دون أية عملية، ولا رشم ولا مباركة، ولا حتى صدر منه أمر كأن يقول فليتحول الماء إلى خمر... إنما قال " املأوا الأجران ماء، فملأوما.
ثم قال لهم استقوا الآن (يو2: 7، . وهكذا صار الماء خمراً بمجرد إرادته. أراد أن تخلق مادة الخمر فخلقت حتى بدون أمر

و لم نسمع أنه استدعى اسم الله أو صلى على الماء، لكنه أصدر أمرًا بملء الأجران، وفي الحال طلب تقديم ما بالأجران. لم يطلب حتى أن يقدموا له لكي يذوق ما بها لأن ما يمارسه بخصوص تحويل الماء خمرًا لا يصدر بكونه إنسانًا أخذ جسدًا ، وإنما بعمل لاهوته. حقًا ليس انفصال بين لاهوته وناسوته، وما يمارسه السيد المسيح هو بكونه كلمة الله المتجسد،

ج-ومن معجزات الخلق أيضاً منح البصر للمولود أعمى (يو9).

لقد خلق له السيد المسيح عينين لم تكونا موجودتين من قبل. وخلقهما من الطين مثلما خلق الإنسان الأول.الطين الذى يضعونه في عين البصير فيفقده البصر،
وضعه السيد في محجرى الأعمى فصار عينين. ويزيد هذه المعجزة قوة أن الرب أمر المولود أعمى أن يغتسل بعد ذلك في بركة سلوام. والمفروض أن الاغتسال بالماء يذيب الطين، ولكنه على العكس أمكن هنا أن يثبت الطين العينين في المحجرين، ويربطهما بشرايين وأنسجة وأعصاب... ولكل هذا قال الرجل المولود أعمى لليهود " منذ الدهر لم يسمع أن أحداً فتح عيني مولود أعمى (يو9: 32).
هنا ويوجهنا سؤال لاهوتي هام وهو:
كيف يكون المسيح خالقاً، بينما الخلق من صفات الله وحده؟
لقد كان يخلق بقوة لاهوته، باعتبار أنه الأقنوم الثاني، عقل الله. إذن فهل هو الذى خلق الكون أم الله الآب هو الذى خلق الكل
طبعا الله الآب خلق العالم كله بالابن، خلقه بعقله، بفهمه بمعرفته، بكلمته، أي بالأقنوم الثاني. لذلك يقول الرسول " الذى به عمل العالمين ". به أي بعقله، بحكمته...
المسيح مُعطي الحياة
يقول عنه يوحنا الإنجيلي " فيه كانت الحياة" (يو1: 4). والسيد المسيح قد أعطى الحياة هنا، وفي الأبدية وهذا عمل من أعمال الله وحده.
د- وقد أعطى السيد المسيح الحياة في إقامته للموتى.

يو11) إقامة لعازر: بعد موته بأربعة أيام، وكان مدفوناً في قبره، وقالت أخته عنه قد أنتن. )
حديثنا عن اثبات لاهوت المسيح من معجزاته.
ويكفى تعليقاً على معجزاته في إقامة الموتى، قول السيد المسيح " لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى، كذلك الابن يحيى من يشاء" (يو5: 21). وهنا مساواة بينه وبين الآب، وأيضاً جعل منح هذه الحياة متوقفاً على مشيئته

» لاهوت وناسوت المسيح
» سلام يسوع المسيح
» سيرة ابونا عبد المسيح المسعودى