القذافي: سنعلن الزحف المقدس ما لم تعود الامور لسابق عهدها
ألقى الرئيس الليبي معمر القذافي خطاباً إلى شعبه استنكر فيها موجة الاحتجاجات التي سادت مدن ليبية عدة وقع ضحيتها ما يزيد عن 800 قتيل.
وبدأ الرئيس الليبي خطبته بتوجيه وابل من الاتهامات إلى مصر وتونس متهماً إياهم بتوزيع حبوب مخدرة ومواد مسكرة على الشباب الليبي، وتحريضهم على الاحتجاج لتدمير ليبيا.
وقال القذافي إن أجهزة عربية شقيقة -والتي وصفها بأجهزة "العمالة والندالة"-، يخدمون الشيطان ويريدون أن يهينون الشعب الليبي، وتشوه صورة ليبيا أمام العالم، بعد أن أصبح الليبي يشار إليه بالبنان.
شاهد الفيديو
خطاب القذافي
ونادي في بداية خطبته على الشباب الليبي في محاولة لاستعطافهم: ""ياشباب الفاتح..شباب التحدى.. جيل الغضب.. أنتم تقدمون للعالم الصورة الحقيقة للشعب الليبى الملتف حول الثورة ..أنتم تقدمون الحقيقة التى تحاول أجهزة الخيانة والعمالة والرجعية أن تغطيها .. تحاول تشويه صورتكم أمام العالم".
وأضاف "أجهزة عربية للأسف شقيقة تخونكم ، يقولون انظروا إلى ليبيا لا تريد المجد ولا الثورة بل يريدون الاستعمار والانتكاسة والحضيض ، أنتم هنا فى الساحة الخضراء تقولون ليبيا تريد المجد تريد قمة العالم" ، مشيرا إلى أن ليبيا تقود القارات..آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وحتى أوروبا ، وأصبح الليبى الآن يشار له بالبنان.
وقال: "إن ما يحدث تقليدا لما حدث في مصر وتونس"، واستعرض عدداً من قادة الدول الذين قاتلهم - على حد زعمه - في عرض للقوة، قائلا: "السادات قاتلنا.. بورقيبة قاتلناه.. النميري قاتلناه.. وكذلك هنري وغيره".
وأكد في خطابة: "معمر القذافي ما عنده منصب حتى يستقيل منه كما فعل حسني مبارك.. القذافي قائد ثورة، والثورة تعني التضجية حتى آخر العمر"، مضيفا: "نحن تركنا السلطة للشعب الليبي من عام 1975، فليس لي سلطة فقد استلمها الشعب الليبي".
وقال القذافي في نبرة متعالية: "أما مجد لا يفرط فيه ليبيا ولا شعوب العالم.. أنا أرفع من المناصب التي اتقلدها.. أنا المقاتل المناضل من الخيمة وفي الصحراء.. أنا قائد الثورة.. وسأموت شهيداً في النهاية وأدفع مع أجدادي في أرض ليبيا".
شاهد الفيديو
خطاب القذافي
وأضاف الرئيس الليبي: "الآن مجموعة قليلة من الشبان المعطاة لهم الحبوب من قبل المصريين والتوانسة، يغيرون على مراكز الشرطة والثكنات الآمنة الغافلة، ونحن بين أهلنا في أمان.. وليبيا تنعم بالسلام"، مشيرا إلى أن المحتجين "اسستغلوا هذا الأمان والسلام وغروا على بعض المعسكرات وهاجموا المحاكم التي فيها ملفاتهم والمراكز التي تحقق معهم في جرائمهم" - على حد قوله-.
وناشد القذافي الشعب الليبي بالخروج غداً من بيوتهم إلى الشوارع لتأييده حماية ليبيا، قائلا: "يا من تحبون معمر القذافي.. أخروجوا رجلا ونساء وشبابا وأطفالا.. معمر القذافي الثورة.. معمر القذافي المجد.. الذي يريد العزة والكرامة والمجد يخرج للشوارع، لا تخافون منهم إعتقلوهم وسلموهم للأمن، فهم قلة إرهابية - في إشارة إلى المحتجين-".
وألمح الرئيس الليبي بشكل غير مباشر إلى امكانيه استخدامه القوه قائلا: "نحن لم نستخدم القوة بعد، والقوة من شأن الشعب الليبي، وسنستخدمها وفقا للقانون الدولي والقانون الليبي"، ثم تلى فقرات من الكتاب الأخضر تتضمن نصوص مواد من القانون الليبي تخص من يتمردون على سياسة الدولة بأن عقوبتهم الإعدام.
وطالب الرئيس معمر القذافي الشعب الليبي بتكوين شعبيات جديدة وبلديات للحكم المحلي بدأً من الغد، في محاولة لتهدئة الشعب الليبي الذي خرج غاضباً مطالباً بتنحيه وتركه للبلاد.
كما دعا القذافي الليبيين ممن يؤيدون " معمر القذافي أن يخرجوا من غد ليظهروا تأييدهم "، وهدد في القوت نفسه باستخدام القوة ، قائلا: " نحن لم نستخدم القوة بعد وإذا تطورت الأمور سنستخدمها وفق المواثيق الدولية والدستور الليبي".
وأكد القذافي مرة ثانية عدم اعتزامه ترك منصبه ، قائلا :" لو كان عندي منصب لاستقلت منه " ،موجها حديثه للمتظاهرين قائلا :" انكم تواجهون صخرة صماء "، مؤكدا أن اولئك المتظاهرين لا يمثلون الشعب الليبي " لا واحد على المليون من الشعب الليبي" .
ودعا القذافي الشباب الليبي إلى الدفاع عن المدن الليبية قائلا: "الشباب من الليلة يشكل لجان الأمن الشعبي المحلي لتأمين كل المدن الليبية حتى يعود رجال الأمن ويستردوا أسلحتهم".
كما دعا الشعب لصياغة دستور وقانون جديد يحظى بقبول عام.
وصرح القذافي بأنه لا يمانع في إعادة توزيع الثروة الليبية من جديد، وفوض اللجان الشعبية للسيطرة على مسألة إعادة توزيع حصص النفط بالتساوي بين المواطنين الليبيين.
وهاجم بعض وسائل الإعلام العربي مجددا قائلا إنها تنشر أكاذيب.
وهدد القذافي قائلا إنه سيعلن "الزحف المقدس وستكون مسيرة كمسيرة الألف ميل التي أعلنها ماوتسي تونج (في الصين)" إذا لم يعد الهدوء لليبيا وما لم يعاد فتح المطارات والموانئ والطرق وعاد ت ليبيا لسابق عهدها.