تباين الاراء حول حل الحزب الوطنى

تباين الاراء حول حل الحزب الوطنى



اختلف خبراء حول ضرورة حل الحزب الوطنى الديموقراطى أو الابقاء عليه كما هو مع تطهيره من الداخل ،حيث تخوف البعض من حل الحزب وإقصائه من الحياة السياسية لامكانية تحوله لـ"فزاعة" للتخويف من الانتقال الامن للسلطة كما كان يستخدم نظام مبارك السابق جماعة الاخوان المسلمين على بإعتبارهم حائل أمام تحقيق الديموقراطية.

وأقترح أمين ان يحل الحزب لستة سنوات ويبعد عن المشاركة فى الحياة السياسية تماماً إلى ان تثبت قيادات الحزب انها "تتخارج" من النظام السابق.

فيما شدد خبراء أخرون خلال برنامج العاشرة مساءً السبت على ضرورة أن يحل الحزب الوطنى الان باعتباره خطر على الثورة كما أنه أضر بالحياة السياسية فى مصر.

طالب ناصر أمين المحامى ورئيس المركز العربى لاستقلال القضاء المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإصدار قرار بحل الحزب الوطنى لانه يمثل خطراً على ثورة 25 يناير ، حيث ان الحزب توغل داخل كل مؤسسات الدولة وأهمها الشرطة والقضاء والاعلام ونيابة أمن الدولة والتعليم عن طريق قيادات هذه المؤسسات وغيرها التى تعين لانتمائها للحزب.

وأكد أمين على ضرورة محاسبة الحزب الذى وصفه بـ"العصابى" الذى تسبب فى فساد الحياة السياسية فى مصر وتزوير الانتخابات وإشاعة الفوضى دون إحترام تدول السلطة ،بجانب البلطجة والتعذيب الذى وصل إلى حد التعذيب الممنهج طبقاً لمعايير دولية.

وأقترح أمين ان يحل الحزب لستة سنوات ويبعد عن المشاركة فى الحياة السياسية تماماً إلى ان تثبت قيادات الحزب انها "تتخارج" من النظام السابق.

وأوضح فى هذا الاطار ان يتم تشكيل ما يسمى بـ"هيئة الحقيقة والمصالحة" بمكون قضائى تتكون من خبراء مدنيين وقضاة ووزارة العدل على غرار جنوب افريقيا لادارة المرحلة الانتقالية ، تتولى التحقيق فى كل ما حدث منذ 1981 حتى تاريخ الاطاحة بالرئيس السابق وتطلق الاحكام وتتولى تطهير المؤسسات بعيداً عن التشفى وتصفية الحسابات ،وتترك للقيادات السياسية الحالية رسم مستقبل مصر.
من جانبه، حذر الدكتور معتز بالله عبد الفتاح ،أستاذ العلوم السياسية، من حل الحزب الوطنى خوفاً من تحوله لفزاعة تستخدم للتخويف فى المرحلة القادمة من الانتقال السلمى للسلطة كما كان يفعل النظام السابق بجماعة الاخوان المسلمين التى كانت تستخدم للتخويف من انها البديل فى حال الانتقال الديموقراطية.

ولفت عبد الفتاح ان الانتخابات البرلمانية القادمة هى التى ستكشف حجم الحزب ومدى تواجده فى الشارع المصرى ، موضحاً ان عدم اختيار اعضاء الوطنى فى الانتخابات القادمة ستكون بمثابة "رصاصة الرحمة" التى ستطلق عليه لاقصائه نهائيا من الحياة السياسية المصرية من قبل الشعب.

ومن جانبه ،رفض محمد رجب أمين الحزب الوطنى حل الحزب وأقصائه حيث ينتمى له الالاف من المواطنين المصريين الشرفاء الذين لا يجوز معاقبتهم بفساد القيادات التى تقتصر فى قلة كانت تسير أمور الحزب.
وأعتبر رجب ان مولد الحزب الوطنى فى رحم النظام هو الذى وصل به إلى حاله الان لانه أستقطب العناصر الانتهازية وأصحاب المصالح ،موضحاً ان الحزب فى السنوات الاخيرة سيطرت عليه مجموعة خلطت بين السلطة والثروة وتمتعت بالاداء السلطوى.

وأشار رجب ان الحزب بدأ فى إجراءات تطهيره من الداخل حيث أنشأ لجنة لتقصى الحقائق للتحقيق مع أى فرد ثبت تجاوزه حيث انه تم بالفعل فصل 22 شخص منهم ممن قدموا للعدالة، معلناً ان منصب رئيس لحزب الذى كان يرأسه الرئيس السابق صار شاغراً بناءا على قرار اتخذه الحزب بعد تخلى مبارك عن الحكم.

فى المقابل ، أقترح عصام العريان المتحدث بأسم الاخوان المسلمين أعضاء الحزب بالاعلان عن حله لان مستقبله اصبح معروفاً ومحكوم عليه، على ان يعلن من أراد من أعضائه الاستمرار فى الحياة السياسية عن إنشاء حزب جديد يحكم عليه الشعب من برنامجه وعمله على أرض الواقع.